Page 250 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 250

‫العـدد ‪33‬‬                          ‫‪248‬‬

                                  ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬

 ‫«عمارة يعقوبيان» التي صدرت‬           ‫نفسه‪ ،‬فكل ذلك مفيد للقضية‬              ‫ضمنتها الكثير من‬
     ‫في نفس الفترة‪ ،‬ولكن أقصد‬          ‫عن أي رواية‪ ،‬ثم إن القضية‬         ‫البوستات التي كتبتها‬
                                    ‫تحول الرواية من غاية في ذاتها‬         ‫في صفحتك على موقع‬
  ‫الرواج العادي‪ ،‬أو رواج رواية‬     ‫إلي مجرد وسيلة لإثبات الحق في‬        ‫«فيس بوك» على فترات‬
‫السلسال الممتد من المؤسس حتى‬
                                                          ‫قضية‪.‬‬            ‫متباعدة‪ ..‬البوستات‬
    ‫اليوم‪ ،‬الفرق مث ًل بين رواية‬                                              ‫فيها حكايات عنك‬
‫«لصوص متقاعدون» التي وزعت‬          ‫معاركك وسجالاتك حول‬
                                        ‫الرواية وجمالياتها‬               ‫وعن عائلتك‪ ،‬كما فيها‬
  ‫الآلاف‪ ،‬ورواية «مالك الحزين»‬                                            ‫آراء متنوعة في الدين‬
   ‫لأستاذي إبراهيم أصلان التي‬         ‫لا تنقطع‪ ..‬ألا ترى أن‬             ‫والجنس‪ ..‬إلخ‪ ،‬أين ‪-‬في‬
‫وزعت المئات في سنواتهما الأولى‪.‬‬       ‫التجارب الطليعية في‬              ‫رأيك‪ -‬الحد الفاصل بين‬
‫وأيضا الترجمة‪ .‬الرواية المصرية‬      ‫السرد وفي الأدب عمو ًما‬              ‫السرد الروائي والسرد‬
  ‫الجديدة أعادت الترجمة للأدب‬     ‫ظلت هامشية؟ وأكاد أقول‬              ‫العادي في التاريخ والدين‬
   ‫المصري‪ ،‬الترجمة انقطعت عن‬          ‫إنها هامشية في الأدب‬
‫الأدب المصري بسبب هيمنة نص‬             ‫العالمي عمو ًما وليس‬                         ‫والسياسة؟‬
‫الحداثة الملغز قرابة نصف القرن‪،‬‬
  ‫أعمال جيل الرواد كانت تترجم‬                   ‫عندنا فقط!‬              ‫هذا سؤال صعب‪ ،‬لأني لا أفرق‬
  ‫فور صدورها‪ ،‬رواية «يوميات‬                                              ‫فعليًّا بين لغة المقال والبوست‬
    ‫نائب في الأرياف» ترجمت في‬     ‫طب ًعا للأسف‪ ..‬لكن لا‪ ..‬في الرواية‬    ‫والرواية‪ ،‬كما أن السرد العادي‬
                                    ‫المصرية الجديدة لا‪ ،‬صحيح في‬           ‫الأقرب للكلام هدفي ومرحي‬
      ‫نفس عام صدورها تقريبًا‬        ‫المطلق ولكن في الرواية المصرية‬       ‫ومبتغاي‪ ،‬وأرى أنه كلما ثقلت‬
‫للإنجليزية والفرنسية‪ ،‬ومع نص‬                          ‫الجديدة لا‪.‬‬       ‫الفكرة سهلت‪ ،‬والأدق تساهلت‬
‫الحداثة المنغلق الغامض المغرق في‬    ‫الرواية المصرية الجديدة ظهرت‬                   ‫وتباسطت العبارة‪.‬‬
 ‫اللغة كلغة تعطلت الترجمة‪ ،‬ومع‬      ‫مطلع القرن الواحد والعشرين‪،‬‬          ‫أرى أن الرواية لا تستطيع أن‬
 ‫الرواية المصرية الجديدة عادت‪.‬‬           ‫وعلى كل الحركات الأدبية‬         ‫تفعل إلا ما تفعله الرواية‪ ،‬وأن‬
‫وبالمناسبة رواج الرواية المصرية‬       ‫الطليعية كان الرواج واتساع‬        ‫استغلالها في التعبير عن قضية‬
                                   ‫دائرة القارئ من أبرز إضافاتها‪،‬‬
     ‫الجديدة مطلع القرن الواحد‬                                        ‫أو هم أو حلم سياسي هو اختيار‬
   ‫والعشرين مثلما أنعش النشر‪،‬‬     ‫لا اقصد طب ًعا رواج الفلته كرواية‬                          ‫الوسيلة‬
  ‫وظهرت العديد من دور النشر‬
                                                                                           ‫الخطأ‪ ،‬بل‬
     ‫المتخصصة في الأدب‪ ،‬وكان‬                                                                  ‫العبثية‬
                                                                                             ‫الحقيقة‪،‬‬

                                                                                         ‫الأكثر فائدة‬
                                                                                             ‫للقضية‬
                                                                                            ‫وصاحب‬

                                                                                           ‫القضية أن‬
                                                                                        ‫ُينشئ جمعية‬

                                                                                          ‫أو حز ًبا أو‬
                                                                                       ‫يقود مظاهرة‪،‬‬
                                                                                        ‫أو حتى يفجر‬
   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255