Page 254 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 254

‫العـدد ‪33‬‬                 ‫‪252‬‬

                                     ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬

      ‫لتطور حياة الاستقرار التي‬                   ‫لوحة نارمر‬
    ‫سادت هذا العصر‪ ،‬إضافة إلى‬
  ‫أن خلو سماء مصر من الغيوم‪،‬‬                      ‫التاج الأبيض‬
  ‫وسطوع الشمس المشرقة طوال‬

     ‫العام تقريبًا‪ ،‬لتمد المصريين‬
    ‫القدماء بالدفء والضوء‪ ،‬كان‬

       ‫عام ًل مساع ًدا‪ ،‬كما وفرت‬
  ‫العوامل الطبيعية لمصر الحماية‬

    ‫من الجيران بالصحراء غر ًبا‪،‬‬
  ‫والبحرين من الشمال والشرق‪،‬‬

     ‫ووجود الشلالات (الجنادل)‬
     ‫جنو ًبا بالنوبة على النيل؛ مما‬
‫جعلها أر ًضا تتمتع بحماية طبيعية‬
  ‫من نوع خاص وفرت لها الأمن‬
 ‫والأمان في تلك العصور القديمة‪،‬‬
  ‫التي كانت تشكل الصحراء فيها‬
  ‫مناطق مهجورة مخيفة‪ .‬ومجمل‬
     ‫القول إن مصر في عصورها‬
    ‫الفرعونية يسرت لها الطبيعة‬
     ‫عزلة ناعمة كأية دولة أخرى‬
‫ترزق حسن الطالع حتى تستطيع‬
  ‫أن تطور ثقافتها الفردية العالية‬

            ‫معتمدة على خيراتها‪.‬‬
    ‫وكان ميلاد أقدم موقع أثري‬
 ‫بقرية (نبته) بالنوبة عام ‪6000‬‬
      ‫قبل الميلاد في منطقة رعوية‬
     ‫تسقط بها الأمطار الصيفية‪،‬‬
‫وترعي بها الماشية حتى انحسرت‬
   ‫عنها الأمطار‪ .‬وقد اكتشف بها‬
  ‫الأثريون أواني حجرية‪ ،‬وقامت‬
  ‫بالمنطقة مجتمعات سكانية شبه‬
‫مستقرة‪ ،‬الأمر الذي يؤكده وجود‬
 ‫مدافن كثيرة للماشية‪ ،‬حيث ُعثر‬
  ‫علي هياكلها في غرف من الطين‬
‫‪-‬الأمر الذي يدل علي أن ساكنيها‬
    ‫كانوا يعبدون البقر‪ -‬ووجدت‬
    ‫مواقد كانت تستعمل‪ ،‬وعظام‬
     ‫غزلان‪ ،‬وأرانب برية‪ ،‬وبقايا‬
  ‫كسور فخار‪ ،‬وقشر بيض نعام‬
   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259