Page 57 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 57

‫‪55‬‬             ‫إبداع ومبدعون‬

               ‫رؤى نقدية‬

                                                                     ‫النص المسرحي ومعماره الفني‬

                                                                     ‫من ناحية اللغة والشخصية‬

                                                                     ‫والصراع وبناء الحدث‪،‬‬

                                                                     ‫وو َّضح خصائص كل عنصر‬

                                                                     ‫من هذه العناصر‪ ،‬كما طبّق‬
                                                                     ‫ذلك على مسرحية النهر‬

                                                                     ‫لسليمان العيسى(‪.)17‬‬

                                                                     ‫وأولى المؤلف الحبكة الفنية‬

                                                                     ‫من ناحية البنية والوظيفة‬

                                                                     ‫اهتما ًما‪ ،‬شار ًحا كيفية‬
                                                                     ‫تكوينها في عالم مسرح‬

                                                                     ‫الطفل من زاوية الشكل الفني‬

                                                                     ‫والعناصر الإخراجية‪ ،‬يقول‪:‬‬

                                                                     ‫“تظهر لنا وظيفة المؤدي‬
                                                                     ‫الفني وهو يسرد لنا مث ًل‬

‫مارسيل دوشامب‬  ‫أناتول فرانس‬                         ‫واسيلي كاندنسكي‬  ‫كونه راوية لبعض القصص‬
                                                                     ‫على لسانه‪ ،‬وهذا ما تقتضيه‬

  ‫المتواجدين أنفسهم‪ :‬الجمهور والممثلين والجست‪،‬‬      ‫معرفة اتجاهات خطوط الحبكة الحكائية‪ ،‬ونعني هنا‬
   ‫وهو الفضاء الذي يخلقه الممثل بواسطة اللعب‪..‬‬        ‫أن شخصية الراوي قد تستعرض لنا قصة معينة‬
‫بحضوره الجسدي وانتقالاته على الخشبة وعلاقته‬
                                                    ‫من خلال السرد أو نرى هذا الراوي يتقمص إحدى‬
     ‫بالمجموعة‪ ،‬والفضاء النصي هو خطي مكتوب‬              ‫الشخصيات‪ ..‬وهذا الحضور يعكس في وجوده‬
     ‫وبلاغي وصوتي ومادة خام موضوعه لسمع‬
     ‫الجمهور وإبصارهم وليس متخي ًل”(‪ .)19‬ومن‬          ‫تأثي ًرا حاس ًما على فنية بناء مضمار العمل الفني‪،‬‬
   ‫تقنيات المنظر المسرحي المنصة واللون والضوء‪.‬‬        ‫ويحدد تمفصلاته أو لحظات الحبكة المختلفة”(‪.)18‬‬
     ‫أما وظائف الإضاءة في المسرح فهي التبئير أو‬
      ‫فوكوس على نقطة ما بما يحقق وهم الفضاء‬              ‫وحدد ما ينبغي أن يتمتع به مسرح الدمى من‬
‫اللامتناهي ضمن نطاق المرئيات‪ .‬وعلى الرغم من أن‬      ‫ملامح وحركات مقد ًما تطبيقات عن التعليم الفردي‬
  ‫هذه المكونات تجتمع في السينما أي ًضا فإن الفرق‬    ‫والمستوى الابتكاري وخطوات التعلم المسرحي عند‬
‫عند د‪.‬عقيل يكمن في أن المعالجة السينمائية للمكان‬
 ‫والزمان والحركة تظل مرتهنة بالكاميرا والمونتاج‬        ‫التمرين‪ ،‬وما ينبغي على مدرس التربية الفنية أن‬
   ‫والسيناريو والإخراج وغير ذلك(‪ ،)20‬بينما يتميز‬     ‫يقدمه من متطلبات العرض المسرحي‪ ،‬مع ضرورة‬
      ‫المسرح بالقصدية في توظيف البنية السطحية‬        ‫مراعاة قيم التوازن والتكوين والتباين والانسجام‬
  ‫والبنية الملمسية والمعمارية‪ ،‬وقد أشار المفكر جيل‬
                                                       ‫وكيفية تهيئة البرنامج التعليمي المناسب للنشاط‬
‫دولوز إلى أن الحركة في السينما “لا تمتزج بالمكان‬                                          ‫المسرحي‪.‬‬
   ‫الذي اجتازته‪ ،‬فالمكان هو الماضي والحركة هي‬
                                                     ‫وقد شهد النص الدرامي سواء في مسرح الطفل أو‬
                                                       ‫مسرح الكبار ‪-‬كما يشير د‪.‬عقيل مهدي‪ -‬تطو ًرا‬
                                                      ‫في شروط الكتابة‪ ،‬ومنها ضرورات الإخراج التي‬

‫الحاضر‪ ،‬إنها فعل الاجتياز والمكان الذي تم اجتيازه‬   ‫تستدعي تطو ًرا في صيغ الحوار وبناء المشاهد عادا‬
                                                    ‫المخرج هو القارئ الأول‪ ،‬أما الجمهور فهو مجموع‬

‫قابل للقسمة‪ ..‬بينما لا تقبل الحركة القسمة”(‪.)21‬‬     ‫القراء‪ .‬وينقل عن تاديوس كافزان سينوغرافيا‬

‫وتساءل د‪.‬عقيل مهدي تحت عنوان (تساؤلات في‬            ‫النص والعرض حيث “فضاء النص يبقى مجر ًدا‬
                                                    ‫عند القراءة‪ ..‬وهذا ما ينتج سينوغرافيا عن علاقة‬
   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62