Page 52 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 52
العـدد 33 50
سبتمبر ٢٠٢1
د.نادية هناوي
العراق
تلازم التمدرس المنهجي بالتفنن العملي
عند الدكتور عقيل مهدي
عطاء الدكتور عقيل مهدي طغت عليه المقصدية الخالصة لوجه الفن،
والجدية في الإخلاص السقراطي لروح الفضيلة التي ترى الجمال
في كل شيء ،حتى أن القبح يمكن أن ينطوي على مضمون استيطقي
جمالي إيجابي ،ناهيك عن حرية الفكر التي لولاها ما كان للنقد الذي
أوجده سان إفرمون ومونتسكيو والمتصل بالفلسفة والتاريخ على
السواء أن ينمو ليحل العلم محل العلم الإلهي.
باتجاهاتها وفلسفة صورتها. تتميز كتابات الدكتور عقيل مهدي بنزوعها
وقد حاز لديه المسرح باهتمام أثير ومتقدم على
سائر الفنون الجميلة فاهتم بالتنظير له والتأرخة الأكاديمي نحو التمدرس والتفنن سواء في مؤلفاته
ودراساته ومقالاته أو في محاضراته ومداخلاته
لأصوله ولتطوراته وتحديد محطاته العربية وحواراته ،والسبب تنوع مواهبه وتعدد إمكانياته
والعالمية.
الفنية ،فض ًل عن تمتعه بحس إبداعي عا ٍل وإحساس
وليس لأي دارس في الجمال أو باحث في فلسفات جمالي را ٍق وذائقة فطرية أصيلة ومميزة أ ّهلته لأن
الفن وأصول التمثيل والإخراج والنقد التشكيلي يرود مختلف ميادين الفن المعاصر قار ًئا وناق ًدا،
والسينمائي بد من الرجوع إلى كتابات الدكتور طار ًقا أبوابه الإبداعية والأكاديمية أستا ًذا أهم
عقيل مهدي ومؤلفاته التي تصب في خانة الفن سماته التجدد الإنتاجي المتنوع العطاء والإبداع.
والدكتور عقيل مهدي يوسف هو الأستاذ الجامعي
والجمال والمسرح والسينما على اختلاف مساربها والأكاديمي العميد والناقد الأدبي والكاتب الروائي
وتياراتها ،وبما يجعل قارئها في مواجهة بينة مع والمستشار الثقافي والمترجم الفني الذي ترجم
الأساسات المعرفية للنظريات والإجراءات التي توطد كتاب ج .ك .كرستي (تربية المثل في مدرسة
عند ذاك القارئ القاعدة المنهجية ،وهو يخوض في ستانسلافسكي) ،وهو الكاتب الروائي والممثل
حقول الفنون الجميلة مسر ًحا وسينما وتشكي ًل التليفزيوني والمسرحي الذي تخصصت أطروحته
في المسرح الاشتراكي الواقعي ،وهو أي ًضا المتذوق
وأد ًبا وغنا ًء وموسيقى. الجمالي الذي بهرته الحداثة بأصولها وتياراتها،
وإذا كانت الأكاديمية بمعناها العلمي تعني فيض كما أغرته ما بعد الحداثة بأقنعتها وجذبته السينما
العلم وتشاركيته وغزارة المعارف والخبرات التي
يتم نقلها وتبادلها في إطار حواري؛ فإن لها مقومات