Page 50 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 50

‫العـدد ‪33‬‬   ‫‪48‬‬

                                                      ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬

      ‫بد أن يتحول هذا النقل إلى تشخيص أدبي فني‬               ‫بالمفاهيم أو الآراء المتداولة‪ .‬تلك الخصوصية‬
     ‫يجعلنا نحس وراء كل ملفوظ منقول‪ ،‬بمعنى أن‬            ‫التي تنقذها من أن تكون مجرد صد ًى أو تسجيل‬
    ‫الروائي يقوم بنقل تلك اللغات المتداولة في الحقل‬      ‫للغات الشائعة والمتداولة في ساحة الرأي والجدال‬
      ‫السوسيولوجي لدى مختلف الفئات والشرائح‬
    ‫الاجتماعية‪ ،‬عن طريق الأجناس المتخللة‪ ،‬وطرائق‬                                          ‫والتعليق(‪.)37‬‬
 ‫الأسلبة والتهجين‪ ..‬وإعادة نسجها في النص الروائي‬
  ‫إلى جانب بعضها البعض صان ًعا بواسطة ذلك لغته‬                        ‫خاتمة‪:‬‬
      ‫الخاصة‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى إبداع صورة اللغة‪.‬‬
   ‫‪ -‬التعدد اللغوي والصوتي يسهم في خلق حوارية‬           ‫من خلال ما تقدم‪ ،‬خلصنا إلى مجموعة من النتائج‪،‬‬
    ‫الخطاب الروائي‪ ،‬وهي الحوارية التي تقر بوجود‬                          ‫يمكن إجمالها على الشكل التالي‪:‬‬
  ‫أكثر من وعي داخل الرواية‪ ،‬وتجعل الروائي يدخل‬
  ‫في الحوار مع أنماط متعارضة من الوعي الإنساني‪.‬‬          ‫‪ -‬الرواية جنس أدبي ذو طبيعة شديدة الاختلاف‬
                                                           ‫عن الأجناس الأدبية الأخرى‪ ،‬إنه جنس يميل إلى‬
       ‫‪ -‬التعدد اللغوي له وظائف عديدة في الخطاب‬        ‫الطابع التركيبي‪ ،‬ويستفيد من كل الفنون والخطابات‬
‫الروائي‪ ،‬لا على المستوى الفني أو الدلالي‪ ،‬حيث يعمل‬    ‫الأخرى‪ ،‬ويستقطب مجموعة من الأصوات الاجتماعية‬
 ‫على تخليص الرواية من الأحادية اللغوية التي توحي‬      ‫واللهجات ومختلف لغات الفئات الاجتماعية الموجودة‬
‫بمطلقية القيم والآراء والمواقف‪ ،‬كما يعمل على التعبير‬
‫عن أيديولوجيا المؤلف ورؤيته للعالم‪ ،‬وله كذلك أهمية‬          ‫في الواقع‪ ،‬بل حتى تلك التي لا يعترف بها على‬
                                                        ‫المستوى الرسمي‪ ،‬ما يجعل الرواية جن ًسا أدبيًّا غير‬
  ‫كبيرة في تشخيص الثيمات واستنطاق الشخصيات‬            ‫مكتمل‪ ،‬كما يمكنها من أن تعكس لنا عالمًا أكثر اتسا ًعا‬
                       ‫ورسم الأزمنة والفضاءات‬
                                                               ‫وتعقي ًدا ليس بإمكان لغة واحدة أن تعكسه‪.‬‬
                                                         ‫‪ -‬خطاب الرواية المتعددة اللغات لا يقوم على النقل‬

                                                            ‫الحرفي لكلام الآخرين إلى النص الروائي‪ ،‬بل لا‬

                                                                          ‫المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد اليبوري‪ :‬في الرواية العربية (التكون والاشتغال)‪ ،‬شركة النشر والتوزيع المدارس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪،1‬‬
                                                                                             ‫‪.2000‬‬

   ‫‪ -‬تزفيطان تودوروف‪ :‬ميخائيل باختين المبدأ الحواري‪ ،‬ترجمة فخري صالح‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات‬
                                                                                 ‫والنشر‪ ،‬ط‪.1996 ،2‬‬

                  ‫‪ -‬حميد لحميداني‪ :‬أسلوبية الرواية (مدخل نظري)‪ ،‬منشورات دراسات سال‪ ،‬ط‪.1990 ،1‬‬
‫‪ -‬حميد لحميداني‪ :‬النقد الروائي والأيديولوجيا (من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي)‪،‬‬

                                                                      ‫المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪.1990 ،1‬‬
           ‫‪ -‬فيصل دراج‪ :‬نظرية الرواية والرواية العربية‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬

                   ‫‪ -‬محمد برادة‪ :‬أسئلة الرواية أسئلة النقد‪ ،‬منشورات الرابطة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
                        ‫‪ -‬محمد برادة‪ :‬الرواية ذاكرة مفتوحة‪ ،‬آفاق للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬

 ‫‪ -‬محمد بوعزة‪ ،‬حوارية الخطاب الروائي (التعدد اللغوي‪ ،‬والبوليفونية)‪ ،‬منشورات اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬ط‪،1‬‬
                                                                                              ‫‪.2012‬‬

  ‫‪ -‬ميخائيل باختين‪ :‬الخطاب الروائي‪ ،‬ترجمة محمد برادة‪ ،‬دار الأمان للنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪.1987 ،2‬‬
   ‫‪ -‬ميخائيل باختين‪ :‬الكلمة في الرواية‪ ،‬ترجمة يوسف حلاق‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ -‬ميخائيل باختين‪ :‬شعرية دوستويفسكي‪ ،‬ترجمة جمال نصيف التكريتي‪ ،‬مراجعة حياة شرارة‪ ،‬دار توبقال‬

                                                               ‫للنشر‪ ،‬الدار البيضاء المغرب‪ ،‬ط‪.1986 ،1‬‬
   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55