Page 58 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 58
العـدد 33 56
سبتمبر ٢٠٢1
لتوطين المفاهيم وعرضها واضحة أمام الدارسين مجرى تطور الفنون) :هل ينتمي المسرح إلى الأدب؟
والمتعلمين. وأجاب“ :هو مجال الكم الكلام في إطار الحدث ،إنه
قبل كل شيء نص وخصائصه كخصائص أي شيء
ثان ًيا :التفنن العملي مكتوب ،إلا إن هذا النص مثل أي معيش أمامنا”(.)22
ثم انتقل إلى الميثولوجيا متحد ًثا عن علاقتها بتوظيف
تمتع الدكتور عقيل مهدي بمواهب فنية عمل على
تدعيمها بالدراسة المنهجية ،وهذا ما م َّكنه من المقدس الديني والاجتماعي وعلاقتها بتوظيف
الأقنعة مثل الوجوه البشرية على طريقة التوليف
التفنن والإبداع سواء في امتهانه التدريس الجامعي والمونتاج تأث ًرا بالبعد الإيحائي والدلالي للقناع في
بنوعيه النظري والعملي أو في ممارسته التمثيل
علاقته بالذاكرة الأسطورية والتاريخية(.)23
بنوعيه التلفزيوني والمسرحي أو في قدرته النقدية واحتل علم الجمال كنظريات وعلاقات بالفن والحياة
التي خاض عبرها تحليل مختلف صنوف السرد،
متأث ًرا بالمذهب الواقعي الاشتراكي ومنبه ًرا بما فيه والحساسية التعبيرية مكانة مهمة في التمدرس
من أبعاد غيرية تتمثل في النضال في سبيل المبادئ، المنهجي عند د.عقيل ،وخصص له الفصل الثالث من
منض ًّما إلى صفوف الكادحين والمحرومين ،مطالبًا
كتابه (أقنعة الحداثة) موضوع الرصد.
بحقوقهم في التحرر والعيش الكريم. ومن مسارات التمدرس المنهجي في هذا الكتاب
وهذا ما انعكس بالمجمل على فلسفته التي تمثلت إنهاؤه كل فصل من فصول الكتاب بأسئلة هي
جلية في أعماله المسرحية التي تجمع الذوق بالفكر بمثابة استنتاج استقرائي يختبر به أذهان قرائه،
ليكون من الجيل ما بعد الريادي الذي خطا بالمسرح مؤك ًدا أهمية الأسئلة ،وأنها ديدن كبار المنظرين
العراقي خطوات تقدمية إلى أمام بأبعاد جمالية لا والفنانين في فلسفة الفن وعلم الجمال وتقنيات
تخرج عن المنظور الأرسطي للواقع. الإنتاج الفني والإبداعي ،منحا ًزا إلى المصادر
وهذا النزوع العملي نحو المسرح جعل د.عقيل والمراجع الغربية والعربية التي تمتاز بالجدة
صاحب رسالة تربوية أهم ملامحها الإيمان بالفن، والابتكار ،واض ًعا ملاحق بأسماء الأعلام الغربيين
وقد قال المفكر الفرنسي أناتول فرانس“ :ماذا يهمك الذين وردت أسماؤهم في متن الكتاب مثل مانيه
أن تعلم بم يؤمن المرء؟ فالمهم هو أن يؤمن .وماذا ومونيه ،أو المفاهيم التي تطرق إليها في الدراسة
يهمك أن تعلم فيم يؤمل؟ فالمهم هو أن يؤمل”(.)25 مثل المنظور والتجريد ووجهة النظر التي يعرفها
وقد اتضح تفننه في الإيمان بالفن على المستوى بأنها “بؤرة خاصة تتحكم باتجاهات العمل الفني
العملي فيما نقله إلى طلبته من خبرات وتصورات وتنبث في تضاعيفه المتفردة”( .)24في محاولة منه
على شكل
محاضرات قدمها
لطلبة الدراسات
العليا كما في
كتابه (فلاسفة
ومسرحيون) الذي
تناول فيه تجارب
مسرحية بعينها
ولخص جماليات
مارتن هيدجر
وجان بول سارتر
ومرلوبونتي وجان