Page 100 - merit 51
P. 100

‫العـدد ‪51‬‬  ‫‪98‬‬

‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

  ‫قوامها أشباهها هي‪ ،‬من الذين لم ُيكتب عليهم إلا‬
   ‫الموت فقط بعدما ُسحب منهم عرض الحياة ذات‬
 ‫فجأة‪ :‬تحت شواهد القبور‪ /‬ترقد الحديقة‪ /‬على‬

           ‫مدخلها ُكتب‪« :‬ادخلي جنتي»‪ .‬ص‪.14‬‬
      ‫تتناص الكتابة مع النص المقدس لتذ ِّكر بالآية‬
  ‫القرآنية المرتبطة بالتعامل مع الموتى‪« :‬فادخلي في‬
‫عبادي وادخلي جنتي» الآيتان ‪ 29‬و‪ 30‬من سورة‬
 ‫«الفجر»‪ ،‬حيث تجتمع أمواتها وقتلاها في حديقتها‬
   ‫أو جنتها التي هي مصير هؤلاء الأبرياء الذين لم‬
 ‫يحصلوا على الحياة‪ ،‬وذلك حتى يستأنفونها هناك‪،‬‬
    ‫وبهذا يظلون أحياء في وعيها وبصيرتها للأبد‪..‬‬
   ‫وعندما تنتقل التجربة لبقية الأمهات لتكمل به ما‬
   ‫بدأته‪ ،‬تصنع الشعرية مشه ًدا شعر ًّيا لافتًا‪ ،‬حيث‬
 ‫تقف الأمهات في مواجهة العالم و ُيشرعن أرحامهن‬
  ‫ويسترددن ما فقدن من قتلى‪ ،‬وعندئ ٍذ يفرغ العالم‬
      ‫من سكانه وتنتهي قيامته‪ ..‬إن ال ِشعر يشرع‬
‫أسلحته البلاغية وخياله ليعيد ويرسم ويقرر ويغير‬
   ‫من صورنا الثابتة في وعينا‪ ،‬ويرينا زوايا جديدة‬
      ‫ويجبرنا على إعادة النظر‪ :‬تقف الأمهات ص ًّفا‬
   ‫واح ًدا‪ /‬أرحامهن مفتوحة لاسترداد الأبدية‪/‬‬
      ‫هبتهن إلى العالم‪ /‬كل مستع ْد لأن يأخذ ما‬
   ‫أعطى‪ /‬حتى يفرغ العالم من سكانه‪ /.‬عندها‬

                   ‫فقط‪ ..‬تنتهي القيامة‪ .‬ص‪.17‬‬
   ‫وتقول الشاعرة في نص بعنوان دال هو «لا أريد‬
‫لرحمي أن تتورط في الخلق»‪ :‬أخشى من الأمومة‪/‬‬

     ‫كما تخشى على نفسها مني‪ /.‬أحبال سرية‬
‫كثيرة تلك التي قطع ُت‪ /‬كي أحافظ على وحدتي‬

      ‫في العالم‪ /.‬لا أريد أذيا ًل لخيبتي‪ /‬لا أريد‬
‫لرحمي أن تتورط في الخلق‪ /‬كما تتورط الآلهة‪.‬‬

    ‫ص‪ .21‬كأنما الأنوثة هي وجه الخلق والألوهية‬
  ‫باعتبارها الوعاء الذي تخرج منه البشرية لتتورط‬
 ‫في لعبة الميلاد والموت‪ ،‬وعندما تفشل اللعبة وتفسد‬
  ‫ولا نخرج إلا أموا ًتا لا حياة منتظرة لهم‪ ،‬لا يكون‬

      ‫أمامنا إلا الوحدة والرضاء برنين الصمت من‬
‫حولنا‪ .‬إن الذات تظل دائ ًما وأب ًدا في وضع متأرجح‬

   ‫بين رغبة «أنثوية» خاصة وشفيفة ومحفورة في‬
      ‫تخليد مأساتها‪ ،‬وبين رغبة «إنسانية» طبيعية‬
      ‫ومعتادة فينا كبشر‪ ،‬في التخلص منها والبدء‬

   ‫من جديد‪ :‬أنقب عني بين الأجساد المدفونة في‬
   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105