Page 102 - merit 51
P. 102

‫العـدد ‪51‬‬  ‫‪100‬‬

                                                      ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

    ‫وتقترح الشعرية حلولها التخيلية فتقتفي لعبة‬          ‫العمق‪ /‬حت ًما لي بصمة وراثية هنا أو هناك‪/‬‬
     ‫الخصوبة برموز أخرى‪ :‬كان علينا أن نزرع‬            ‫حت ًما لي جسد آخر بينها‪ /‬تائه في مدينة الموت‪/‬‬
      ‫شجرة‪ /‬أن نض ِّفر أجسادنا م ًعا‪ /.‬حتى لا‬
  ‫يفصلنا الزمن‪ /‬في نقطتين مختلفتين‪ .‬ص‪.67‬‬                                     ‫وهويته ضائعة‪ .‬ص‪.24‬‬
   ‫لأن الزمن مهما تج َّمل يظل وجه الفراق الأبدي‪،‬‬         ‫إن النسيان والتنفس من جديد ربما يبرق كحل‬
     ‫لهذا فلا بد لنا من الاندماج التام ورفد ملامح‬        ‫ووسيلة ناجعة وأمنية كذلك‪ ،‬عندما يفيض الألم‬
    ‫وأعضاء كل منا بالآخر حتى نفسد عليه حيلته‬              ‫ويزيد ويمتد ويأخذ زوايا جديدة كلما مر عليه‬
   ‫الأقسى‪ ..‬لكن المفارقة أنه ينتصر عندما نعترف‬         ‫الزمن‪ ،‬لهذا تبذل الذات ما تبقى من قوتها في خلقه‬
   ‫بأننا الأضعف في هذا الصراع في لحظة جارحة‬           ‫وبعثه من جديد لتتوكأ عليه في الأيام القادمة‪ :‬الآن‬
      ‫نكتشف فيها الحقيقة‪ :‬ليس هناك من أب ٍد في‬        ‫وقد احترق ُت‪ /‬ستكون قيامتي من الرماد‪ /‬زهرة‬
    ‫انتظارنا‪ /‬ما ظنناه لا نهائ ًّيا قد ينتهي غ ًدا‪.‬‬   ‫تنبت من بطن الأرض الخربة‪ /.‬ولادة جديدة‪/‬‬
                                                       ‫َم ْن منا تأتيه الفرصة لأن يولد مرتين؟ ص‪.22‬‬
                                        ‫ص‪.79‬‬            ‫هذا النسيان دليل على التعافي من مطاردة الألم في‬
‫وتظل الرغبة في الاعتراف والصراخ والمكاشفة أمر‬           ‫كل لفتة‪ ،‬إنه أشبه بولادة جديدة وحياة متجددة‪..‬‬
 ‫حتمي لتأمل الحياة‪ :‬أنا حبيسة هذا البيت وتلك‬           ‫إن السكينة والارتياح بعد كل هذا العذاب هو رغبة‬
‫الحياة‪ /‬جسدي لعبة جنسية‪ /‬زوجي نقيضك‪.‬‬                  ‫حقيقية وصادقة ومتطابقة مع ما ُجبلنا عليه جمي ًعا‬
                                                          ‫من مقاومة للفناء‪ ،‬إنه النور الذي يزحزح أرتال‬
       ‫ص‪ .62‬حيث المحبوب يظل لغ ًزا عصيًّا على‬           ‫الظلام من حولنا‪ ،‬وعندها تتحول قيامة الذات من‬
 ‫الاستيعاب‪ ،‬ويظل الحنين إلى الحب القديم ضاغ ًطا‬       ‫تعبير عن النهاية إلى بعث جديد‪ :‬ادع لي‪ ،‬لأفنى‪/..‬‬

    ‫على الروح لدرجة النوستالجيا التي تحاصرها‬                ‫لأتوحد في الضوء‪ /‬لتكون قيامتي كزهور‬
   ‫في كل َن َفس‪ :‬لماذا لم تخترني أنت؟‪ /‬فقد كنت‬              ‫الع َّباد‪ /‬أتبع الشمس في كل لحظة‪ /‬حتى‬
 ‫نصفي‪ ..‬توأم روحي‪ .‬ص‪ .63‬حتى تيأس النفس‬
‫وربما تكره كل أعمدة المحبة وتذكاراتها وإشاراتها‪:‬‬                             ‫تأتيني السكينة‪ .‬ص‪.27‬‬
  ‫أنزع جلدي‪ /‬ثوب زفافي‪ /‬وسخ قلبي المتعلق‬                 ‫ويعبر الحب عن وجه آخر مؤسس داخل الكيان‬
    ‫دائ ًما بمن يوجعه‪ .‬ص‪ .66‬وتعتبر العلاقة مع‬
  ‫الرجل‪ ،‬أي رجل‪ ،‬أم ًرا مستحي ًل وقاه ًرا ولا قدرة‬         ‫الأنثوي المكتنز بالنور والنار‪ ،‬يستدعي كغيره‬
  ‫لها على تحمله‪ ،‬لهذا تبرز الأنوثة قوتها وغضبها‬          ‫من القيم التي تلف حياة كل أنثى‪ ،‬استراتيجيات‬
                                                         ‫الأنوثة المختلفة للتعامل معه‪ ،‬لكن عندما تتقاطع‬
     ‫الأسود‪ ،‬الذي يضمر ألمًا لا نهائيًّا في الحقيقة‪،‬‬
 ‫وتغلق محل التواصل والتلاقي وإمكانية التشارك‬               ‫هذه القيمة مع الزمن‪ ،‬ربما تنكشف هشاشتها‬
                                                      ‫وفشلها في نجاح المحبوب في القيام بتسكين الروح‬
      ‫في الخلق وصنع أشباه‪ :‬أخيط ثقبي‪ /‬أس ُّده‬           ‫المعذبة‪ ،‬المكتئبة‪ ،‬الوحيدة في خيمة السكينة‪ ،‬وكأن‬
  ‫بالطين‪ /‬لا رجل بإمكانه‪ /‬أن يهمس سره ف َّي‪.‬‬
‫ص‪ .64‬وعندها لا يكون أمامها إلا التطهر ومحاولة‬             ‫هذا الزمن طريق موحش لا نستطيع عبوره إلا‬
 ‫المحو الجارح لنفي أي أثر لأذرع الألم وإشعاعاته‪،‬‬          ‫وأصابعنا متشابكة‪ :‬ربما كان عليك أن توقف‬
   ‫إذ ربما يعود الهواء للصدر نقيًّا كما كان قدي ًما‪:‬‬
‫أستحم مرة بعد مرة‪ /‬أفرك طبقات الغرباء عن‬                    ‫الزمن من أجلي كقطار‪ /‬ربما كان علينا أن‬
                                                        ‫نصعد م ًعا فوق عقاربه‪ /‬عو ًضا عن أن نتركه‬
    ‫جسدي‪ /‬لعلي أستعيد نفسي الأولى‪ .‬ص‪.76‬‬
  ‫وهكذا تسمي كل من م ُّروا بها بالغرباء‪ ،‬لأنهم لم‬        ‫يعبر من جسدينا‪ /،‬فقل لي‪ :‬ما الذي بقي منا‬
  ‫يمدوا نور العلاقة الجسدية إلى منابعها الأولى في‬                                       ‫الآن؟ ص‪.46‬‬
 ‫الروح‪ ،‬لا فرق بين زو ٍج أو حبيب أو خلافه‪ ،‬أنهم‬
                                                           ‫وربما يمارس الزمن ألعابه فنظل نتأرجح بين‬
                ‫مجرد آخر في مقابل الذات المثقلة‬          ‫الأمل في اكتمال الحب‪ ،‬والأمل خصيِّصة بشرية‬
                                                         ‫ولعبة بليغة لازمة للاستمرار‪ ،‬وبين اليأس‪ :‬تلك‬
                                                         ‫القبلة التي لم نق ِّبلها‪ /‬ظلت عالقة على شفتي‬

                                                                      ‫عشر سنوات‪ /‬تنتظرك‪ .‬ص‪.61‬‬
   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107