Page 97 - merit 51

‫نون النسوة ‪9 5‬‬

‫مؤمن سمير‬

‫استراتيجيات الأنوثة‪..‬‬
‫قراءة في ديوان‬
‫«كأنها القيامة»‬

‫للشاعرة نهاد ذكي‬

‫يجب أن تظل مغلقة‪ /‬أبواب مقابضها صدئة‪/‬‬ ‫ديوانها الأول «كأنها القيامة» الصادر في‬ ‫في‬

‫مكتوب عليها «اللعنات»‪ /‬إن فتحتها أيقظت‬ ‫مصر عن دار الأدهم عام‪ ،2021‬تقدم‬
‫الأل َم النائم‪ .‬ص‪.8‬‬ ‫الشاعرة «نهاد ذكي» قصائد مق َّطرة‬

‫وكأن الذات في صيرورة حياتها تتأرجح بين‬ ‫لا تجد بها تز ُّيدات لغوية أو بلاغية‬
‫تستسلم لغواية التداعي أو الفضفضة حتى في‬
‫خيارين‪ ،‬أن تظل كالبئر التي تخفي كنو ًزا أو جحي ًما‬
‫بداخلها‪ ،‬أو تكون ظاهرة للعيان‪ ،‬أو بالأحرى‬ ‫القصائد الأطول‪ ،‬فلا نجد أمامنا إلا ذات أنثوية‬
‫تخاطبنا بقد ٍر واضح من الإحساس بأن الصمت‬
‫ظاهرة ومقروءة لمرآة الذات التي ظلت تشبه‬
‫الخبيئة المدفونة حتى قام الألم بإزاحة التراب قلي ًل‬ ‫أكثر بلاغة واكتنا ًزا من الكلام‪ ،‬لكن وبعد أن‬
‫قلي ًل لتظهر المكنونات‪ ،‬ولكن بشكل ربما لا يرغب‬ ‫امتلأت الروح بوطأة الواقع والثقافة وثقل الكينونة‬
‫حقيق ًة في إعلان المواقف وفضح الذكريات وتبيان‬
‫والتجارب المروعة للنفس في سلامها‪ ،‬م َّررت‬
‫المواقف قدر تغيي تلافي الانفجار المحتمل حدوثه‬ ‫الحجارة ريق هذا الكائن وصارت نظراته لا ترى‬

‫على الدوام‪.‬‬ ‫إلا الداخل الواسع الضيق‪ ،‬فكان لا بد من أن تخرج‬
‫الحروف الحذرة بقسوة و ِح َّدة أحيا ًنا‪ ،‬ربما لتكون‬
‫في نص دال بعنوان «ميراثي» تفكك الذات نفسها‬ ‫أكثر قابلية وطواعية للتأمل وإعادة الكشف حتى لو‬

‫عن طريق طرح كل عضو وتأمل حمولته الموروثة‬ ‫كانت النتيجة غير مأمونة وقاسية‪ :‬هناك أبواب‪/‬‬

‫والبحث عن الكينونة الموزعة بين جينات متعددة‪..‬‬