Page 92 - merit 51
P. 92
العـدد 51 90
مارس ٢٠٢3 د.ناهد راحيل
«كأنها القيامة»..
خطاب البعث والولادة
الشاعرة نهاد ذكي الشعرية مغ ًزى رمز ًّيا يرمي إلى العنوان الأساس الذي ينبني عليه النص؛ يعد
الجانبين م ًعا :الفناء والبعث مرة أخرى عبر الولادة لأنه يختزل النص برمته ويقدم للمتلقي
من جديد. عنصر إثارة لاقتحامه ،فيكون بذلك
ويحيل عنوان الديوان في الأساس على القصيدة بمثابة اقتراح عقد اتصال بين الكاتب
والقارئ ،ويبني القارئ من خلاله توقعه
التي تحمل العنوان ذاته «كأنها القيامة» التي للنص ،ويدفعه إلى تحديد جنس النص ومضمونه
افتتحت على فضاء حلمي /كابوسي تكشف لرائيها اعتما ًدا على صياغته -العنوان -اللغوية والدلالية؛
فالعنوان علامة لسانية ونظام شفري يأخذ على
أبعا ًدا جديدة ما كانت لتتضح في الوعي فتجلت عاتقه التعريف بالنص والإشارة له ،ومن الطبيعي
عن طريق اللاوعي ،وأصبح الحلم عتبة للبوح ألا يشي العنوان بموضوعه مباشرة لاتكائه على
ووسيلة للخلاص ،ورغم مشهد الموت الذي يهمن المجاز الذي يحتمل دلالات عدة في تشييد مناحي
على الفضاء الحلمي في بداتيه ،فإنه حمل في نهايته القول الشعري ،فهو کالرمز ينطوي على معان
سياقات تفاؤلية: ودلالات كثيرة.
في منا ِمي /اعتد ُت أ ْن أرى أجسا َد م ْو َت تط َر ُح وقد حمل عنوان المجموعة الشعرية منذ بدايته
ثا ًرا /ناضج ًة جاهز ًة للق ْض ِم /.هياك َل عظميَّ ًة أنبت ْت خطاب الاحتمالات ،والذي اتضح في التركيب
أشجا ًرا كأ َّنها القيام ُةُ /.هنا على ُبع ِد خطوا ٍت من الاسمى «كأنها القيامة» الذي يفيد معنى التشبيه،
شار ِع «صلاح سالم» /تح َت شواه ِد ال ُق ُبو ِر/ واليقين المتلبس بلباس الشك .إذا كانت «القيامة» في
الأديان والأساطير ترمز إلى إنتهاء مرحلة البشرية
تر ُق ُد الحديق ُة /.على مدخلِها ُكتِ َب« :ا ْد ُخ ِل على الأرض كما نعرفها ،وترمز إلى الدمار النهائي
جنَّتِي». ومحاسبة الناس والعالم؛ فإنها تمثل في مجموعة
وينسحب دال القيامة كذلك على
قصيدة «تنتهي القيامة» التي
عمدت فيها الذات الشاعرة على