Page 96 - merit 51
P. 96
العـدد 51 94
مارس ٢٠٢3
الآ َن ،لا أح َد يفت ُح أبوا َب الليل /أنا حبيس ُة هذا النصوص ممزوجة بسياق كابوسي.
البيت وتلك الحياة /جسدي ُلعب ٌة جنسي ٌة. وتظل العلاقة بين الرجل والمرأة إحدى موضوعات
وارتبطت «كتابة الجسد» بالنسوية الفرنسية في الكتابة عن الجسد التي انشغلت ببيانها الشاعرة،
وحاولت خلالها طرح مفهوم الحب ونفي ارتباطه
الأساس حيث تناولت مفهوم الكتابة الأنثوية والتي
بالجسد ،والتأكيد على أن علاقة الرجل بالجسد
يشار إليها بمسمى «كتابة الجسد الأنثوي»؛ فنجد الأنثوي واحتياجاته تختلف عن علاقة المرأة به؛ وأن
مطالبة بتمثيل المرأة لجسدها بعي ًدا عما تم تسميته خطابه يشوه صور تمثيلها ويفرغها من علاماته،
بـ»مركزية الفحولة»؛ حيث يقوم الرجل عبرها ويعرضها في نسق يظهر الجسد الأنثوي كوجود
بتحويل العالم إلى موضوع واختزاله بما يتوافق مع سالب:
شروطه الخاصة بما في ذلك النساء.
وأصبح الهدف الأساسي من هذا النمط الكتابي
محاولة لإعادة صياغة مفهوم الإيروتيكا وتعريفه
من وجهة نظر نسائية ،واستخدامه للتعبير عن الألم
أو الجرح أو الصدمة؛ فقد م َّكن هذا النمط الكتابي
النساء من تمثيل مشاعرهن وتجاربهن بعي ًدا عن
نمطية ثقافة المتن التي لم تع ِط لهن شرعية الوجود
أو التمثيل الحقيقي:
ما الذي تعر ُف ُه عن ال ُح ِّب؟ /جس ٌد؟ رغب ٌة؟ /تأ ُّو ٌه؟/
جس ِدكُ /مقر ٌف تح َت تعر ُف ُه /إنه يهت ُّز أرى ما
فهو يشبه التل ُّب َك ال ُحب و ُذو رائح ٍة /.أما ورط ٌب
المعو َّي /.مؤل ٌم وتفق ُد فيه السيطر َة /أقو ُل ل َك :لا
أح ُّب أن يتل َّوى جسدي /أف ِّضل التو ُّدد وال ُقبلات
وتح ُّسس الطريق إلى الجسد /لذة تشب ُه رائح َة
طعا ٍم طاز ٍج تداع ُب الأن َف؟
وفي النهاية يمكن القول بأن الخطاب الشعري
للديوان جاء متقاط ًعا مع الخطاب النسوي في
عمومه ،محاف ًظا على خطاب خاص يعبر عن صوت
الشاعرة ورؤاها تجاه القضايا التي تؤرقها،
ويوظف التقنيات الفنية التي تتعاطى مع متطلبات
خصائص قصيدة النثر ،والتي ظهرت خصوصيتها
في طرق توظيفها بصورة تخدم مقصدية هذا
الخطاب .فكان المونولوج الداخلي والحلم من
التقنيات التي استخدمتها الشاعرة باعتبارها
أداة تعبيرية تساعد على نمو الحدث وإبراز ما
تريد الذات الشاعرة التعبير عنه من أفكار ،كما
كان المونولوج كذلك من الأساليب التي اعتمدتها
الشخصية للتعبير المنظم عن الوعي ولتقديم
محتواها النفسي والفكري ،وقد جاءت المشاهد
الحلمية والكابوسية لتزيح النقاب عن مرحلة لا
وعي الشخصية باعتبارها عتبة أساسية للبوح