Page 95 - merit 51
P. 95

‫نون النسوة ‪9 3‬‬

                               ‫بساطة نهاية دور الأب‪:‬‬                                                                      ‫وربما مواجهته وتفكيكه وتقويضه‪ ،‬ومحاولة‬
‫أما الأب‪ /‬فقد أكلت ُه ِق َّطتي في الع َشاء‪ /‬الآ َن وح ِدي‬                                                                   ‫اكتساب القدرة على تجاوز بعده التخريبي‪:‬‬
‫االلساَُّخطعبع ٍَةازمبعي‪/‬لنىياتلدس ََّّاطالقوَّيلمنِّة‪./‬يأثنحابء ٌلالانست ُرظ ٌّاي ِر‪/‬اليتططو َّيو ُِلح‬  ‫في ُغرف ِة‬
                                                                                                         ‫كبندو ِل‬    ‫آلا ُم و ْض ٍع‪ /‬جس ٌد يتل َّوى‪ /‬أض ُع جنينِي المُش َّو َه في‬
                                                                                                         ‫ليض ُعوا‬       ‫المزهر َّي ِة‪ /‬ومع ُه ِملعق ُة ُس َّك ٍر وبع ُض الما ِء‪ /‬حتَّى‬
     ‫ويطالعنا مفهوم الخلود في قصيدة «أخلد بهم»‪،‬‬                                                                                                        ‫ين ُب َت و ُيز ِه َر‪.‬‬
                                                                                                                          ‫وتواص ًل مع حالة التشوه العامة التي تصيب‬
     ‫فبالرغم من التأثيرات الجسدية التي تصيب‬
                                                                                                                     ‫الجنين والأم‪ ،‬واستمرا ًرا لكسر توقعات أفق المتلقي‬
     ‫النساء‪ /‬الأمهات‪ ،‬واستغلال الجنين لجسد الأم‬                                                                        ‫ومواجهته بقبح الواقع وتشوهه‪ ،‬تشير الشاعرة‬
                                                                                                                         ‫إلى هشاشة دور الرجل الذي تعرضه بوظيفته‬
     ‫أثناء الولادة وبعدها وما يصاحب هذا كله من‬                                                                         ‫كأب‪ ،‬وهي الوظيفة التي تختلف تما ًما عن وظيفة‬

‫آلام‪ ،‬تتساءل الشاعرة إذا ما كان الأمر يتطلب هذه‬                                                                      ‫الأم‪ ،‬فبساطة الأبوة يمكن تعويضها كما اتضح من‬

‫التضحية‪ ،‬وتضع سؤالها الاستنكاري أمام القارئ‬

     ‫الذي تتركه ليضع الإجابة المحتملة‪:‬‬
     ‫هكذا يتمتَّ ُع قلبِي‪ /‬بأن يهب من جس ِد ِه‪ /‬قط َع‬
     ‫أز ْر ُع ُن َط َف ُهم في‬  ‫الآشطخررن‪ٍ /‬جأ‪/‬فنِ ُجي ُنذوا ًد ِتاي‪.‬غ‪.‬ي َرأخمل ْرُدئيبي ِهنم‪//..‬‬
‫إذا‬  ‫ِول َدا ٌن ُمخلَّدو َن‬
‫رأي ُت ُهم حسبت ُهم ُلؤل ًؤا من ُثو ًرا‪ /.‬ألي َس الأم ُر كذلك؟‬
‫إلا أن صورة الأمومة لم تنفصل عن فضاء الذاكرة‬

‫واستدعاءاتها الواضحة لفضاءات الطفولة وما هو‬

‫أبعد منها كذلك‪ ،‬ودورها في تشييد المتخيل الشعري‬

‫في الديوان‪ ،‬الذي وظف خطاب الحنين الواضح لتلك‬

‫الفترة البعيدة من حياة الذات الشاعرة والرغبة في‬

‫الاحتماء برحم الأم مرة أخرى للهروب من الواقع‪:‬‬
‫أن أزح َف مر ًة أخرى إلى رح ِم أ ِّمي‪/‬‬
  ‫أختب َئ داخلها‪ /..‬أن أسب َح في الما ِء‬  ‫أرغ ُب‬
                                          ‫أن‬
‫الأبد ِّي للخ ْل ِق‪ /‬هذا الماء الذي ولد ُت من ُه‪/‬‬
‫بلا زم ٍن مح َّد ٍد‪ /..‬جديدة تما ًما وكاملة‪.‬‬
     ‫وانشغلت أغلب نصوص المجموعة‬

     ‫الشعرية كذلك بكتابة الجسد وفق‬

‫مفردات الرعب الذاتي‪ ،‬فيتجدد الحديث عن‬

‫الجسد الذي هو الدليل المادي على الوجود‪،‬‬

‫فـ»الشرط الإنساني جسدي في الأساس»‬

‫بتعبير لو بروتون؛ فمن الصعب استيعاب‬

     ‫الفرد دون تجسيده‪ ،‬ومن هنا كان‬

     ‫الاختفاء أو التلاشي أو التآكل أو‬

‫الانمساخ أو التحول إلى إشلاء‬

     ‫من مفردات «الرعب الذاتي»‬

‫ومه ِّددات التجسد ‪-‬والوجود‬
     ‫بالتبعية‪ -‬التي عبرت عنها‬

‫الشاعرة في عدد غير قليل من‬
   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100