Page 148 - merit 51
P. 148

‫العـدد ‪51‬‬                          ‫‪146‬‬

                               ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬                     ‫كتابه «كرة القدم‬
                                                                  ‫بين الشمس‬
‫اللاعبين من ذوي البشرة لا شك أن كلفة الحروب‬                                               ‫في‬
                                                                ‫والظل» يروي‬
‫السمراء على طلاء وجوههم‪ ،‬باهظة‪ ،‬واللجوء إلى معارك‬             ‫إدواردو غاليانو‬

‫وها هو أسطورتهم ملون من رمزية داخل المستطيل‬                      ‫قصة أسطورة البرازيل‬
                               ‫دماء ألمانية وأفريقية‪.‬‬           ‫فريدينريتش الذي سجل‬
‫الأخضر يعد خيا ًرا مثاليًّا‬
‫وفي فرنسا دولة الاستنارة‪ ،‬للفخر القومي‪.‬‬                            ‫أهدا ًفا أكثر من بيليه‪.‬‬
‫عانى المهاجرون من النظرة وعندما نظمت الدوحة أول‬                      ‫في عام ‪ 1919‬أحرز‬
‫الدونية والنفي والسخرية مونديال عربي‪ ،‬وقيل إنها‬
‫من بشرتهم‪ .‬وما زال اليمين أنفقت ما يزيد عن مئتي‬             ‫فريدينريتش هدف الفوز على‬
‫يسخر من كثرة ذوي البشرة مليار دولار‪ ،‬وهو رقم ضخم‬              ‫أروجواي لتصبح البرازيل‬
                               ‫السمراء في المنتخب‪ ،‬رغم أن‬
 ‫قط ًعا؛ فإن المسألة لا تتعلق‬  ‫هؤلاء هم من صنعوا مجدها‬      ‫بطل أميركا الجنوبية‪ ،‬وهتفت‬
   ‫بعوائد مادية مباشرة‪ ،‬بل‬                                     ‫الجماهير لنجمها المحبوب‬
‫يكاد الربح أن يكون معدو ًما‪.‬‬                     ‫الكروي‪.‬‬        ‫المولود لأب ألماني الأصل‬
                               ‫هنا تصبح كرة القدم فرصة‬
                                                             ‫وأم غسالة من ذوي البشرة‬
                               ‫للدمج وتبريز هوية متماسكة‬                      ‫السمراء‪.‬‬

                               ‫تنظر للاختلاف الديني‬           ‫كانت على رأس الاحتفالات‬
                                                                 ‫كرة قدم مرفوعة ملوثة‬
                               ‫والعرقي‪ ،‬كتنوع عظيم‪.‬‬
                                                             ‫بالوحل ومعها يافطة تقول‪:‬‬
                               ‫إنها بديل إيجابي مهم عن‬       ‫«قدم فريدينريتش المجيدة»‪.‬‬
                                                            ‫وانتهى المطاف بفردة الحذاء‬
                               ‫الصراعات العنيفة وقتال‬       ‫في واجهة محل مجوهرات في‬

‫د‪.‬شريف صالح‬                    ‫الشوارع وما يترتب عليه من‬                  ‫وسط المدينة‪.‬‬
                                                              ‫تلخص الحكاية كل قصص‬
                               ‫خسائر‪.‬‬
                                                                ‫كرة القدم عبر العصور‪،‬‬
‫ما الدنيا إلا ملـــــ‬          ‫كما يصبح‬                           ‫كأنها تعويذة أو حكمة‬

                               ‫الانتصار‬                     ‫السنين المكررة‪ ،‬وكل ما علينا‬
                                ‫القومي‬                      ‫فحسب أن نغير اسم اللاعب‬

                               ‫تعوي ًضا‬                       ‫أو البلد‪ .‬كما تصلح مفتا ًحا‬
                               ‫عن المعاناة‬                   ‫لفهم اقتصاديات كرة القدم‪،‬‬

                               ‫الاقتصادية‬                     ‫بالمعنى الثقافي وليس المالي‬
                                                                                  ‫فقط‪.‬‬
                               ‫كما في حال الأرجنتين‬
                                                              ‫‪ -1‬تعزيز الهوية‬
                               ‫الفائزة بنسخة المونديال‬
                                                            ‫إن معظم الدول فقيرة وغنية‪،‬‬
                               ‫الأخيرة‪ ،‬حيث خرج‬             ‫تعاني صراعات هوية‪ ،‬طبقية‬
                                                            ‫وعرقية‪ .‬أثرياء وفقراء‪ ،‬بيض‬
                               ‫ملايين المحبطين من بؤس‬
                                                                       ‫وسمر وملونون‪.‬‬
                               ‫الأوضاع الاقتصادية مهللين‬    ‫كانت البرازيل لسنوات تجبر‬

                               ‫ومتناسين كل شيء‪.‬‬
                               ‫ضربت الأرجنتين مث ًل آخر‬

                               ‫حين انتصر مارادونا ورفاقه‬

                               ‫على الإنجليز ثم توج لاح ًقا‬

                               ‫بكأس العالم نسخة ‪،86‬‬

                               ‫واعتبر انتصاره آنذاك ر ًّدا‬
                               ‫على هزيمتهم من الإنجليز في‬

                               ‫حرب الفوكلاند‪.‬‬
   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153