Page 149 - merit 51
P. 149

‫‪147‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫وإنما الأمر مرتبط بالاقتصاد اقتصا ًدا رمز ًّيا وتعوي ًضا‬
‫الرمزي‪ ،‬تقدم الدوحة نفسها مضمون النتائج والمكاسب‪،‬‬

‫ممثلة وقائدة لعالم عربي وخال ًدا في الذاكرة الشعبية‬
    ‫وإسلامي كبير ظل محرو ًما المنسوجة من الألعاب‬
‫من هذا الحق‪ ،‬وتستثمر في والفنون والمشاهير‪ ،‬وليس‬
                              ‫تسليط الضوء عليها من‬
‫من معدلات التصنيع ودخل‬
               ‫ملايين الشاشات والأقلام الفرد‪.‬‬
                              ‫والكاميرات والمعلقين‪ ،‬لتقدم‬
‫‪ -2‬صناعة الأسطورة‬             ‫نفسها نموذ ًجا لهوية عربية‬

‫لو لم يكن هناك فريدينريتش‬      ‫وإسلامية عريقة‪ ،‬وتسوق‬
  ‫لاخترعناه‪ .‬ولو اختفى فلا‬      ‫نفسها دولة «عظمى» ولو‬
     ‫بد أن يولد بيليه ويقود‬
   ‫الراية من بعده‪ .‬مثلما أتى‬                  ‫لمدة شهر‪.‬‬
  ‫ميسي بعد مارادونا‪ .‬ومثل‬     ‫كأن الشعوب ‪-‬والحكومات‬
    ‫كريستانو للبرتغال ومو‬
              ‫صلاح لمصر‪.‬‬        ‫بطبيعة الحال‪ -‬تحتاج إلى‬
      ‫بالتأكيد هؤلاء لاعبون‬     ‫إنجاز ونصر كروي كحل‬
      ‫سحرة داخل المستطيل‬
‫الأخضر‪ ،‬لكنهم لا يسحقون‬          ‫نفسي مؤقت لكل مآزق‬
                                ‫الهوية‪ ،‬والتمثيل‪ ،‬والجوع‬
‫الخصوم بأرجلهم‬                  ‫والفقر‪ ،‬والحروب القديمة‬

                                      ‫والحروب المتوقعة‪.‬‬
                              ‫هذا الإنجاز (النصر) يعتبر‬

  ‫وحدهم‪ ،‬بل‬    ‫ـــــــــعب كبير تديره الفيفا‬
‫بتعاضد وقتال‬

‫فريق كامل من‬

‫الموهوبين‪ ،‬من‬

‫حراس ومدافعين‬

‫وعقول مدبرة في خط‬

‫الوسط‪ .‬لكن اللقطة المقربة‬

‫ج ًّدا من نصيب صاحب‬
               ‫الهدف‪.‬‬

‫كل الفريق مهما تميز لاعبوه‬

‫مجرد ظلال‪ ،‬كتلة هائمة بلا‬

‫ملامح‪ ،‬ولا يمكن للكاميرات‬

‫أن تلاحق الجميع بعدالة‪ ،‬ولا‬

‫تقدر الجماهير الغفيرة أن‬

‫تهتف لكل الأسماء‪.‬‬

‫لا بد من الاسم الأوحد‪،‬‬

‫والقائد الضرورة‪ ،‬والموهبة‬

‫الأسطورية‪ ،‬والرمز الذي‬
   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154