Page 146 - merit 51
P. 146

‫العـدد ‪51‬‬             ‫‪144‬‬

                                                   ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬       ‫صورة تجلت نصية (روايات‪،‬‬
                                                                     ‫رسومات‪ ،‬أفلام‪..‬الخ)‪ .‬وكما‬
‫عري ًضا تستند إليه مؤسسات‬         ‫تركز جانبها الأغلب على تبيان‬
 ‫وشخصيات دينية في تماهي‬              ‫الألفاظ ومرادها استخدا ًما‬       ‫تقول القاعدة الأصولية ألا‬
                                      ‫لأدوات ستشكل فيما بعد‬        ‫اجتهاد مع النص‪ ،‬يستتبع ذلك‬
    ‫مع خطاب سلطوي‪ .‬ففي‬
‫الوقت الذي تزداد فيه الحاجة‬       ‫مفاتيح لغوية هامة كالاشتقاق‬         ‫عدم ترجمة للنص القرآني‬
                                         ‫وغريب الكلم والألفاظ‬        ‫إلا بما يفسر ويقابل معانيه‬
    ‫إلى فهم النصوص المكونة‬                                           ‫في اللغة المترجمة إليها‪ ،‬وهنا‬
    ‫للهوية العربية الإسلامية‬          ‫الأجنبية‪ ،‬وكلها مرتكزات‬         ‫تتعامل الترجمة أو المترجم‬
‫وخاصة نصها الأبرز (القرآن‬          ‫لغوية بالغة الدلالة في حيزها‬       ‫مع نص مفرداته غير قابلة‬
                                    ‫التاريخي وتطورها اللغوي‪،‬‬
       ‫الكريم) بعد مواجهات‬                                              ‫للإحلال ‪Irreplaceable‬‬
‫صدامية بين الشرق والغرب‪،‬‬              ‫مما جعلها قابلة للتوظيف‬            ‫وذلك باختلاف المصدر‬
 ‫والمحاولات الحثيثة للاقتراب‬           ‫المعرفي التقني في الكتابة‪،‬‬
‫منه‪ ..‬تبقى الترجمة أ ًّيا يكن ما‬                                      ‫وطبيعية النص والمخاطبين‬
 ‫تقاربه من نصوص بما فيها‬                  ‫والنص والاصطلاح‪.‬‬            ‫به «ألر‪ ،‬كتاب أحكمت آياته‬
                                   ‫والمحاذير ليست في جوهرها‬
  ‫الدينية‪ ،‬هي الأداة الأبرز في‬     ‫دينية المصدر‪ ،‬ولكن ما تثيره‬          ‫ثم فصلت من لدن حكيم‬
   ‫التقارب والتفاعل والتعامل‬      ‫فتوى بعدم جواز الاقتراب من‬          ‫خبير» (هود‪ .)1 :‬ولا يلغي‬
‫مع التعبير الإنساني‪ ،‬دون أن‬       ‫تدخل تكمن من ورائه العوامل‬         ‫التفسير الترجمة‪ ،‬بل تدخل‬
  ‫تحول بينها وبين مساراتها‬                                         ‫في صلب عملية التفسير‪ ،‬وهي‬
                                      ‫ذاتها التي تحيط بالمحاذير‬       ‫من الجهود اللغوية الجبارة‬
           ‫حدود أو محاذير‬         ‫من عوالم اجتماعية وسياسية‬          ‫لتفسير القرآن الكريم‪ ،‬التي‬

                                         ‫واقتصادية ومؤسسية‬
                                  ‫قانونية وتشريعية تشكل تيا ًرا‬

            ‫‪ -‬عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬دلائل الإعجاز‪.‬‬                      ‫إشارات مرجعية‪:‬‬
                  ‫‪ -‬ثيودور نولدكه‪ ،‬تاريخ القرآن‪.‬‬
                                                                            ‫* مفكر وكاتب سوداني‪.‬‬
        ‫‪ -‬جولدتيسهر‪ ،‬ومذاهب التفسير الإسلامي‪.‬‬                                      ‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬
   ‫‪ -‬ناصر السيد‪ ،‬سطلة النصوص اللغوية العربية‪.‬‬
‫‪- Izutsu Toshihiko, God and Man in the‬‬                               ‫‪ -‬محمد الديداوي‪ ،‬فقه الترجمة‪.‬‬
‫‪Qur’an‬‬                                             ‫‪ -‬عبد الرحمن طه‪ ،‬فقه الفلسفة‪ -‬الفلسفة والترجمة‪.‬‬
‫‪- George Stiner, After Bible‬‬
‫‪- Edward Said, Orientalism‬‬                                        ‫‪ -‬نصر حامد ابوزيد‪ ،‬علوم القرآن‪.‬‬
‫‪- Régis Blachère, Le Coran‬‬                                     ‫‪ -‬لويس عوض‪ ،‬مقدمة في فقه العربية‪.‬‬
                                                          ‫‪ -‬حيدر إبراهيم علي‪ ،‬سوسيولوجيا الفتوى‪.‬‬
                                                               ‫‪ -‬صادق جلال العظم‪ ،‬ذهنية التحريم‪.‬‬
   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151