Page 141 - merit 51
P. 141

‫حول العالم ‪1 3 9‬‬

‫نصر حامد أبوزيد‬  ‫لويس عوض‬        ‫عبد الله الطيب‬                        ‫تباعدت جغرافية اللغوية‬
                                                                      ‫الفاصلة بين دائرة النص‬
‫المقاربات التفسيرية والتأويلية‬   ‫ترجمة القرآن الكريم في دائرة‬     ‫العربية الإسلامية والتاريخية‪.‬‬
     ‫التي انتجت ترا ًثا ضخ ًما‬   ‫التفسير‪ ،‬أو بتعبيره‪ :‬استعمال‬          ‫ومؤخ ًرا تلازم الفقه مع‬
    ‫في التفاسير والشروحات‬                                           ‫موضوعات لا حصر لها في‬
    ‫والرصد البياني لمعجزات‬         ‫الترجمة التفسيرية في نطاق‬           ‫سبيل إعادة أو استخدام‬
                                     ‫فقه التفسير في لغة أخرى‬      ‫مصطلح سيرتبط بأيدولوجية‬
  ‫اللغة الإلهية إن جاز التعبير‪.‬‬       ‫من دون تحيز أو تحامل‬           ‫دينية أكثر من استعادة أو‬
 ‫وجهدت الترجمة الدينية ‪-‬في‬                                        ‫تعريب لمصطلح داخل منظومة‬
‫موازاة النص اللغوي السليم‪-‬‬         ‫وبكل تجرد‪ .‬إذ فقه الترجمة‬           ‫عصرية (حداثية)‪ ،‬فبرز‬
                                   ‫لا يتعدى في مقابل الترجمة‬        ‫فقه في خطاب أنشطة الحياة‬
       ‫بالمحافظة على مفردات‬                                       ‫اليومية كفقه الرياضة والمطبخ‬
    ‫اللغة‪ ،‬وهي طاقة مستمدة‬            ‫اللاهوتية ‪Theological‬‬           ‫وقيادة المرأة للسيارة وما‬
   ‫من الترجمة بين النصوص‬              ‫‪ Translation‬في سياقها‬         ‫اليها من موضوعات لم تكن‬
  ‫البشرية‪ ،‬حيث تعمل كل من‬           ‫الديني التاريخي واللغوي‪.‬‬         ‫محصورة في تصور الفقه‬
    ‫اللغة والترجمة على إيداع‬                                       ‫التقليدي وموقعه‪ ،‬موازاة في‬
                                         ‫ثمة تفصيل يستدعيه‬        ‫الاستخدامات الدينية التقليدية‬
      ‫شامل بإدخال المفردات‬          ‫التعريف‪ ،‬وبالتالي الوقوف‬         ‫التراثية كفقه الزكاة‪ ،‬وفقه‬
  ‫والمسارد اللغوية إلى المعاجم‬     ‫على ما تشتمل عليه الترجمة‬       ‫المعاملات والأموال والخراج‪.‬‬
‫كذاكرة لغوية ثنائية أو مفردة‪.‬‬      ‫في خطابها الداخلي (أدواتها)‬     ‫ومن أبرز محاولات البرهان‬
   ‫وتمنح العلمية المعجمية ك ًّل‬  ‫المستخدمة في الممارسة وإنتاج‬        ‫على فقه الترجمة أو على ما‬
                                                                   ‫ذكره الدكتور المغربي محمد‬
      ‫من اللغة والترجمة قوة‬           ‫النص المترجم‪ .‬أي النص‬          ‫الديداوي خبير الترجمة في‬
   ‫مرجعية الخطاب في الفصل‬         ‫التأسيسي الذي يستبين معه‬          ‫كتابه (فقه الترجمة‪ ،‬إعجاز‬
   ‫والاحتكام وتأصي ًل محك ًما‬      ‫اللفظ أو المصطلح اللغوي أو‬        ‫النظم وإلغاز الفهم وإنجاز‬
   ‫للمفردات والألفاظ‪ .‬فالنص‬      ‫العلمي‪ .‬والترجمة فعل بشري‬          ‫العلم) وهو من بين المباحث‬
‫المترجم يستقي أصالته اللغوية‬     ‫إن لم نقل علماني يتدخل لغو ًّيا‬   ‫الترجمية الرائدة في مجالات‬
                                                                       ‫اقترنت بخبرة الكاتب في‬
                                    ‫في النص المقدس على غرار‬          ‫الترجمة التطبيقية والكتابة‬
                                                                  ‫النظرية‪ ،‬يبحث في الخصائص‬
                                                                     ‫اللغوية العربية وتطابقاتها‬

                                                                        ‫الترجمية‪ ،‬ومن ثم بعد‬
                                                                      ‫بحث في جذور وتاريخية‬
                                                                       ‫الاصطلاحات وتاريخية‬
                                                                      ‫ترجمات (القرآن الكريم)‬
                                                                   ‫يخلص إلى أن ترجمة القرآن‬
                                                                    ‫لا تجارى مهما بلغت حذاقة‬
                                                                     ‫المترجم‪ .‬وبما أنه ُيفهم من‬
                                                                    ‫أن (فقه الترجمة) يشير إلى‬
   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146