Page 140 - merit 51
P. 140
العـدد 51 138
مارس ٢٠٢3 وتبرز الأسئلة التي لا تكاد
أن تتوقف عن جواز (شر ًعا)
لا تحتمل تأوي ًل أو لحنًا المترجم وشموليته التي تحيط ترجمة نصوص دينية ،ومدى
يغير من معانيها السياقية؛ بالإنسان ومحيطه الكوني
فتنتهي الترجمة إلى قراءة أثر مثل هذه الترجمات
في التفسير المقروء لمعاني وجانبه الميتافيزيقي (الغيب). البشرية ،وهي أسئلة طالت
مثلها مثل مصنفات كثيرة في وبالنصوص الدينية لا تعنى كل النصوص المقدسة تقريبًا.
علوم القرآن ،فسرت المعاني غير الكتب المنزلة التي لا تمس والفقه بضرورته الوظيفية
والآيات والمفردات والألفاظ ولا تح َّرف ولا تبدل كلماتها كما درج في تأصيل قاعدته
(غريب القرآن)؛ واستفاضت مثل القرآن الكريم «إنا نحن في استنباط الأحكام العملية
في تلك الشروحات والكتابات نزلنا ٱلذكر وإنا له لحافظون» من الأدلة الشرعية؛ والترجمة
(الحجر .)9 :ثمة علاقة لغوية من بعد مقابل لغوي يعمد إلى
الدينية التراثية من رسم بين النص المقدس والإنسان الدقة في النقل ،ولكل منهما
المصحف وأسباب النزول حقله المستقل بكل دلالاته وإن
كما يصيغه الفيلسوف اختلفت المقاصد نش ًرا لدعوى
إلى عد أحرف وكلمات والمستشرق الياباني Izutsu أو مباحث أكاديمية لا تتعلق
وآيات وترقيمها؟ فالنص )1993 -1914( Toshihiko
القرآني لا يقرأ قراءة تناصية في مبحثه «الدلالة عن العلاقة بالعقيدة.
intercontextual Reading بين الله والإنسان في القرآن»،
منتجة من بين نصوص، الترجمة والنص
فأقصى ما هو مطلوب تدبر تلك العلاقة اللغوية :ثمة الديني
المعاني ألفا ًظا وآيا ٍت كوني ًة، مسارين من الفهم المتبادل بين
وتكون الترجمة من بين ترجمة النصوص الدينية
عوامل مساعدة في التبليغ الله والإنسان أحدهما لغوي ليست ترجمة تجرى بين
مع بقاء النص الأصل بلغته أو شفوي من خلال استخدام اللغات Intertranslation
رس ًما ومضمو ًنا كما يتضح تخضع فيها إلى التطبيقيات
فيمن يستظهرون النص من اللغة البشرية المشتركة لكل الإجرائية لتنفيذ نص قابل
غير العرب (الأعاجم) دون من الطرفين (الله والإنسان). للتداول البشري في مقابل
أن يتكلموا العربية ،كلما
ولأنها نصوص تتصل نص متعا ٍل
بالعبادات وأداء للشعائر له قدسيته
بألفاظها التلقينية ومواضع الإيمانية؛ أي
حركاتها الصوتية والنحوية الترجمة من
لغة الكتاب
(الوحي) إلى
لغة بشرية
تعيد صياغة
الألفاظ المنقولة
إلى لغة أخرى،
بما يشمل
موضوعات
النص المقدس