Page 135 - merit 51
P. 135
تجديد الخطاب 1 3 3
فيما بعد عن الغرب ،وعن سياسية في مناطق العرب خلال
منظومات هيمنته. نصف قرن من حروب أهلية ،ومن
الدور الآخر الذي جسده الغرب تفكك ،نعيشه الآن .فهذا العنف
هو في تجمعات العرب والمسلمين أنبت عن ًفا مضا ًّدا يتغذى عليه.
لكن الغرب كان له دور آخر،
التي فرت لاجئة أو هاجرت وإن كان بصورة غير مباشرة
واستقرت في الغرب خلال القرن أحيا ًنا وبصورة مباشرة لأهداف
الماضي ،سواء بدوافع سياسية أو سياسية أحيا ًنا أخرى .فقد أصبح
لمطالب اقتصادية .فهذه التجمعات الغرب خلال القرنين الأخيرين
ساحة لطلاب عرب ومسلمين.
وجودها في الغرب خلق حالة
أخرى وإشكال آخر في هويات ومنهم من حاول مقاومة
العنف الغربي تجاه شعوبهم
هذه التجمعات ،وخصو ًصا
للأجيال الجديدة التي ولدت في وثقافاتهم ،بما تعلمه
من الغرب وعنه ،فتجد
الغرب. أسماء كثيرة تعلمت في
فإذا كان المسلمون يتحدثون طوال الغرب هي التي تقود حركات
الاستقلال السياسي والاقتصادي،
الوقت على الوحدة بين شعوب ثم الاستقلال الثقافي والحضاري
المسلمين ،خلال القرنين الماضيين
ضد الهيمنة الغربية .فهذا الأمر
ظل أمان َي نظرية ،تتم على مستوى
الشعارات ،لكن الواقع هو أن ما
يربط المسلم المصري بالمسيحي أو
اليهودي المصري من روابط
أقوى مما يربط المسلم
المصري بالمسلم الهندي
أو الأندونيسي أو
التركي .على مستوى
اللغة والطعام
والعادات والتقاليد
والنكتة وملامح
الوجه ،والثقافة
المعاشة المُشتركة.
على الجانب الآخر لو
اجتمع مسلمون من مصر
ومن أندونيسيا ومن مالي ومن
تركيا ومن الفلبين ،فأي لغة
سيتحدثون مع بعضهم البعض.
وأي نوع من الطعام سيتشاركون
فيه أو أي زي يلبسون أو مزحة
يضحك عليها الجميع؟
لكن الأجيال التي ولدت في الغرب