Page 131 - merit 51
P. 131
تجديد الخطاب 1 2 9 الإسلامية باعتبارها المرجع
الأساسي للقيم بعناصرها
ويضع له العقوبات المناسبة، المختلفة من علوم اللغة وفقه
قد ترسخها العادات والتقاليد باتجاهاته وأصوله ،والفنون مثل
باعتبارها أفعا ًل محظورة أي ًضا. الأدب والهندسة المعمارية ،ألا
الإشكالية المطروحة هي علاقة يشكل الدين الإسلامي المرجعية
الأساسية لتحديد ما هو :الحلال
الثقافة العربية الإسلامية والحرام والمباح والمكروه ،سواء
بالتجربة كمصدر للقيم ،هل بالنسبة للفرد أو للمجتمع دون
يجب الاكتفاء بالتفسير والتأويل أن يكون مصدرها الوحيد؟ إذ
اللغوي للنص الديني في غياب أي يحدد القانون بدوره ما هو
سياق تاريخي أو واقعي؛ باعتبار محظور وجائز ،ومجال الحريات
أن القراءة الوحيدة الممكنة هي الممنوحة سواء على المستوى
قراءة لغوية ،أي لا تخرج عن الفردي أو الجماعي ،كما تضع
معاني النص ،وبالتالي لا تأخذ العادات والتقاليد بدورها عدة
بعين الاعتبار الظرف المكاني قواعد متوارثة عبر الأجيال
لتنظيم مراحل حياة الشخص في
والزمني الذي جاء فيه؟
هل يمكن الفصل بين النص علاقته مع المجموعة.
وسياقه التاريخي؟ هل تكتفي وقد تتقاطع هذه المصادر ،فما
اللغة بما تقول بأن تبقى صالحة يحرمه الدين من أفعال مثل قتل
لكل مكان وزمان في غياب وسرقة وعنف يجرمه القانون
التجربة ،أي ما أثبتته الممارسة،
أي التطبيق؟ فإن كانت اللغة
حسب نظرية عالم اللسانيات
فارديناند دي سوسير :واقعة
اجتماعية وخصوصياتها ليست
مجردة بل واقعة بالفعل في
عقول الناس ،بعبارة أخرى
فهي مجموع كلي متكامل كامن
ليس في عقل واحد بل في عقول
جمع الافراد الناطقين بلسان
معين لذلك( ،)2وبالتالي فهي
نظام متكامل من العلامات التي
ما انفكت تتفاعل باستمرار مع
المجتمع ،يمكنها أن تكشف لنا
القيم الاجتماعية والعلاقات
الشخصية والبناء الاجتماعي
بالرجوع إلى علم اللسان
الاجتماعي( ،)3فكيف يمكن لنص
يشرع قاعدة ما أخلاقية أو
قانونية أو حك ًما شرعيًّا ،أن يبقى
منفص ًل عن التجربة الإنسانية أي