Page 130 - merit 51
P. 130

‫العـدد ‪51‬‬                           ‫‪128‬‬

                                       ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

                                           ‫كاهنة عباس‬

                                                      ‫(تونس)‬

‫في العلاقة الملتبسة‬
 ‫بين اللغة والتجربة‬
 ‫في الثقافة العربية‬
             ‫الاسلامية‬

‫أفضى إليه احتكاكها بمحيط ما أو‬          ‫والمضرس قد جربته الأمور(‪.)1‬‬           ‫هي اكتساب الإنسان‬         ‫التجربة‬
                       ‫شيء ما‪.‬‬          ‫ويمكن اختزال معناها اللغوي في‬            ‫لأية خبرة‪ ،‬حنكة‪،‬‬
                                        ‫كونها تارة اختبا ًرا وطو ًرا دراية‬       ‫دراية‪ ،‬وهي أي ًضا‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يمكننا أن نطرح‬         ‫ومعرفة‪ ،‬ذلك أنها تتمثل في فعل‬
 ‫السؤال التالي‪ :‬هل تعتبر التجربة‬       ‫أو ممارسة من شأنه الكشف عن‬              ‫النتائج التي نلمحها‬
                                       ‫إمكانيات الإنسان أو عن جانب ما‬           ‫أو نستخلصها عند‬
   ‫مصد ًرا من مصادر القيم ومن‬          ‫من الواقع‪ ،‬ومعنى ذلك أنها سبيل‬       ‫إنجاز فعل ما‪ ،‬فقد ورد‬
    ‫مصادر المعرفة‪ ،‬أليست القيم‬                                                ‫في لسان العرب لابن‬
   ‫الاجتماعية هي تراكم لتجارب‬             ‫من سبل اكتساب المعرفة‪ ،‬فمن‬        ‫منظور‪ :‬أن المجرب هو من عرف‬
‫الأجيال المتعاقبة‪ ،‬ألا تعتبر التقاليد‬     ‫وجهة نظر علمية هي الاختبار‬            ‫الأمور وجربها فهو بالفتح‬
 ‫والعادات في مجتمع ما‪ ،‬نتاج تلك‬            ‫المنظم لظاهرة أو ظواهر يراد‬
                                           ‫ملاحظاتها بدقة‪ ،‬للكشف عما‬              ‫مضرس قد جربته الأمور‬
                      ‫التجارب؟‬                                              ‫وأحكمته‪ ،‬والمجرب مثل المجرب‬
 ‫إذا ما استندنا إلى الثقافة العربية‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135