Page 129 - merit 51
P. 129

‫تجديد الخطاب ‪1 2 7‬‬

                                                                    ‫الهوامش‪:‬‬

      ‫‪ -1‬الذهنية الرجعية صنمية‪ ،‬يعني لديها ميل لتجسيد المعنوي في ماديات ملموسة‪ .‬وبعد المقدس الأولى‬
      ‫التجريدي الذي هو الله‪ ،‬هناك مقدسات ثانوية مادية ملموسة عديدة ومتزايدة يقدسها هذا العقل تقر ًبا‬
       ‫لله زلفى وتشمل العديد من النصوص والأعلام قديمة وحديثة كالشعراوي‪ ،‬بل ومؤسسات كالأزهر‪،‬‬

                                         ‫وممارسات وأشياء مثل الحجاب ومكبرات الصوت في الجوامع‪.‬‬
‫‪ -2‬مشاعر الامتنان حين تتوجه للطبيب‪ ،‬فهي مصادرة كذلك بشكل غير مباشر؛ حيث تكون غالبًا قوليات لا‬
 ‫تتجاوز الفم إلا بقدر تجاوز الفرد لتأسيسه العقلي على المفاهيم الدينية‪ ،‬ثم إنها لا تنفي المشيئة الإلهية بل تم‬
 ‫استعمالها من قبل تلك المشيئة‪ ،‬وقد يكفينا تدلي ًل على افتعالها وقشريتها اللوحات المنتشرة بعيادات كثير من‬

       ‫الأطباء المنقوش عليها شعر ركيك من بعض المرضى في الثناء على الطبيب المعالج‪ ،‬بمنطق المدح القديم‪.‬‬
   ‫‪ -3‬الآية الأولى خاصة بالتنزيل القرآني‪ ،‬والثانية نزلت للقضاء على غضب البعض من توزيع غنائم إحدى‬
   ‫الغزوات‪ ،‬ولسنا مع إهدار تاريخية القرآن بمثل زعم عموم اللفظ وخصوص السبب‪ ،‬الرجعية ذاتها تنسب‬
‫للرسول قوله “أنتم أعلم بشئون دنياكم» لمن أمرهم بعدم تأبير النخل فقل المحصول‪ .‬لو كان كل أقواله وحيًا‬
‫من الله لما أمر بما لا يحقق المصلحة‪ .‬وليس هذا من قبيل الجدل على أسس نقلية‪ ،‬أردنا فقط بيان أحد تجليات‬

                                                               ‫التناقض والفصامية في الرجعية الدينية‪.‬‬
‫‪ -4‬العقل القائم على الأكاذيب يقبلها بسهولة‪ ،‬وهكذا يسهل رواج أكاذيب عن ديك بثلاثة أرجل‪ ،‬أو نقش اسم‬

                                                        ‫الله على بيضة‪ ،‬واعتبار ذلك دلي ًل على قدرة الله‪.‬‬
  ‫‪ -5‬لن يشرب عاقل بول الإبل أو كوب شاي وقعت فيه ذبابة؛ وإنما نؤكد مجد ًدا على أن إشاعة الاشتغالات‬

             ‫الدينية الرجعية تتجاوز الأثر المباشر بترسيخ ما يتعلق بها من مفاهيم وسمات كعقل الخرافة‪.‬‬
‫‪ -6‬في الرجعية الدينية يستعمل الدعاء باعتبار أن أثر الاستجابة الإلهية له قد يتجاوز شروط الواقع‪ .‬والبركة‬

   ‫مفهوم ديني‪ ،‬له معاني كثيرة كالانتفاع من مصدر ما بلا سبب معقول‪ ،‬بهذا ُيطلب من شيخ ‪-‬أو شخص‬
‫“معروف بتقواه”‪ -‬الدعاء أو الرقيا‪ ،‬أو أن “يتفل» في نصف ليمونة مث ًل يدهن بها موض ًعا مري ًضا من الجلد‪،‬‬

      ‫كالأحاديث ‪-‬المحتسبة من المعجزات‪ -‬عن شفاء بعض الصحابة بأن تفل النبي أو نفث في موضع الداء‪.‬‬
‫‪ -7‬هذا مظهر آخر للبؤية في الرجعية الدينية‪ ،‬حيث إدارة الحياة بالرطانة اللغوية‪ ،‬والتصور السحري بإمكان‬
 ‫حدوث الكثير ج ًدا في الواقع بترديد بعض الكلمات‪ ،‬بل وبإمكان دخول الجنة بترديد النصوص والكليشيهات‬

                                                                            ‫والأذكار والأدعية الدينية‪.‬‬
                               ‫‪ -8‬وهذا مثل آخر يبين كيف تنشئ الرجعية الدينية المشكلة وتشتغلنا بها‪.‬‬

                                    ‫‪ -9‬يميز الطب الحديث في وسائله بين ما هو علاجي وما هو شفائي‪.‬‬
                                 ‫‪ -10‬وهذا مثل آخر على افتقاد الرجعي بطبعه للقدرة على التراكم المعرفي‪.‬‬
 ‫‪ -11‬نرى الأحاديث الصحيحة كالضعيفة والموضوعة‪ ،‬جميعها منتجات عقل واحد‪ ،‬قائم على منظومة متكاملة‬
             ‫من المفاهيم والسمات الخاصة بعقل ماضي صحراء شبه الجزيرة العربية‪ ،‬المحملة على المقدس‪.‬‬
‫‪ -12‬من تجليات التناقض والفصامية في العقل الرجعي تجاور الحديث المذكور‪ ،‬والرؤية الرجعية للآية‪« :‬وما‬

                                              ‫ينطق عن الهوى‪ »..‬مع حديث‪« :‬أنتم أعلم بشئون دنياكم»‪.‬‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134