Page 134 - merit 51
P. 134
العـدد 51 132
مارس ٢٠٢3
جمال عمر
هل الغرب منبع
للعنف الديني
عند المسلمين؟
الانغلاق وناحية لكل بلاد شعوب العرب والمسلمين الحداثة في صورتين أتتنا
التشدد وإلى العنف أكثر فأكثر، وغيرهم ،فقد أصبحت مصائر كلتاهما مفروضة
هذه الشعوب تحددها قوى
ويمكن رصد منحى الانتقال خارج حدودها ،فكان استدعاء بالقوة وجب ًرا؛ تحديث
من مفاهيم التعايش والتواصل الماضي والتراث ،كزاد روحي، ُمعسكر عبر الغزو
الخارجي ،جاءت
والتبادل بين الثقافات نحو لحشد الناس للمقاومة ولإشعال على ظهور البوارج وبمدافعها
مفاهيم العزلة والانفصال والتمايز حماسهم .بما ٍض امبراطوري وبارودها .والثانية في شكل
مجيد لنا نواجه به هذه
والتعالي بالماضي على الحاضر، تحديث ُمسيس يقوم عليه حاكم
بتدرج سلسال الهزائم العسكرية، الإمبراطوريات ،وتراث قائم على داخلي ،فرد صمد ،لا ُيسأل عما
سواء بالاحتلال المباشر أو بنتائج الدين وتأويلات نصوصه ،تراث
الحرب العالمية الأولى ،عبر تقسيم لا نجعله موضوع للدرس وللبحث يفعل وهم ُيسألون.
المُقسم من هذه الشعوب ،وتفتيت من أجل الفهم والتدبر والتجاوز، حداثة بالجبر والقوة والعنف،
أراضيها ،إلى نتائج الحرب العالمية من أعلى .فسواء كان تحديث
الثانية ،وإقامة دولة إسرائيل ،ثم بل نرجع إليه لنجتره كنموذج ُمعسكر أو ُمسيس ،ففرضه بالقوة
هزيمتها لدول عربية ولجيوشها جاهز ،كامل ،سابقُ ،يمكن أن يعاد جعله خط ًرا ،يمارس عبر عنف.
مما أنبت عن ًفا ُمضا ًدا يقاوم هذا
في ساعات في العام السابع إنتاجه في العصر الحاضر. التحديث العنيف وذلك الخطر.
والستين ،وما تلاها من أحداث ومع كل هزيمة تواجهها هذه
الشعوب في مواجهاتها مع الغرب ففي حالة التحديث المُعسكر
الاستعماري ،ينتقل المؤشر ناحية والاحتلال المباشر وغير المباشر