Page 124 - merit 51
P. 124

‫العـدد ‪51‬‬                  ‫‪122‬‬

                                          ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

                      ‫حفلات الزار في مصر‬                                  ‫الدينية بمنتجات ماضي شبه‬
                                                                           ‫جزيرة العرب‪ ،‬كالتمر وحبة‬
                        ‫العلاج بالحجامة‬                                     ‫البركة والسواك الذي يعود‬
                                                                           ‫ال ُح َّجاج بقطع منه في أكياس‬
    ‫جني جسده‪ ،‬والرجعية ذاتها‬                                            ‫معبأة‪ ،‬كما يعودون بعبوات بها‬
  ‫تقدم العلاج خرافيًّا أي ًضا‪ ،‬مثل‬
   ‫كافة أشكال ما يقال له العلاج‬                                                            ‫ماء زمزم‪.‬‬
                                                                          ‫وفي المتاجرة بوسائل التداوي‬
                     ‫الروحاني‪.‬‬                                        ‫القديمة كالأعشاب طريقة للكسب‪،‬‬
‫وهذا يتكامل مع الفعل الرجعي في‬                                        ‫والشعور بالسيطرة على الآخرين‪،‬‬
                                                                         ‫واكتساب الحيثية بلا جهد ولا‬
                                                                         ‫علم‪ ،‬فيرتقي أنصاف متعلمين‬
                                                                         ‫لدرجة معالجين كالأطباء‪ ،‬وقد‬
                                                                      ‫يكون الممارس للحجامة أو العلاج‬
                                                                      ‫بالأعشاب خريج كلية كالصيدلة‪،‬‬
                                                                        ‫درس العقاقير الطبية على أسس‬
                                                                      ‫علمية‪ ،‬لكنه بعقل رجعي بقي على‬
                                                                          ‫قديمه النقلي‪ ،‬مع هوى النفس‬
                                                                          ‫والرغبة في جمع المال‪ ،‬تناغ ًما‬
                                                                        ‫مع العقل الخرافي للزبائن الذين‬
                                                                        ‫هم مثله منتجات العقل الرجعي‬

                                                                                ‫المحتل لبلادنا وحياتنا‪.‬‬
                                                                       ‫ولا فارق كبي ًرا بين هذا والطبيب‬

                                                                            ‫الذي يكذب ويدلس بمزاعم‬
                                                                           ‫الإعجاز العلمي الطبي‪ ،‬بزعم‬

                                                                             ‫فوائد طبية لطرق التداوي‬
                                                                            ‫الرجعية‪ ،‬أو بعض الطقوس‬
                                                                        ‫الدينية كالصيام والصلاة وماء‬
                                                                        ‫زمزم‪ .‬إنه يروج لنفسه بمغازلة‬
                                                                      ‫الجماهير التي يسيطر عليها العقل‬
                                                                         ‫الرجعي‪ ،‬ومن ثم يجني القبول‬
                                                                         ‫والانتشار على حساب الحقيقة‬

                                                                                            ‫والشرف‪.‬‬

                                          ‫في الواقع بشرط أو شروط من‬    ‫‪ -٨‬توهم المرض أو‬
                                           ‫خارجه‪ ،‬هكذا تسود معتقدات‬   ‫الأذى خراف ًّيا ثم اقتراح‬
                                            ‫كإمكانية أن يمرض الإنسان‬   ‫علاجه خراف ًّيا أي ًضا‪:‬‬
                                          ‫نتيجة الحسد أو عمل سفلي أو‬
                                            ‫المس الشيطاني أو أن يسكن‬      ‫الرجعية الدينية أساس عقل‬
                                                                        ‫الخرافة وكل ما يتعلق بالتأثير‬
   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128   129