Page 122 - merit 51
P. 122

‫الجوانب‪ ،‬منه أثر سمتي المظهرية‬            ‫للعقل الرجعي غرض آخر ماكر‬
‫أو الشكلية والانفصال عن الواقع‬         ‫من تجاور وسائل كالرقيا والدعاء‬

   ‫مع تجنب دراسة ما يتجلى فيه‬            ‫في التداوي مع الطب الحديث‪،‬‬
  ‫من ظواهر دينية سلبية واضحة‬                ‫فإن شفى مريض بالأدوية أو‬
  ‫كعلامة الصلاة‪ ،‬ونشر العدوى‬
                                     ‫بعملية جراحية فيمكن المشاركة‬
   ‫الجرثومية من سجاد الجوامع‬             ‫في النجاح‪ ،‬والشكر لله لا للطب‬
‫ومراحيضها‪ ،‬وخطورة الاستيقاظ‬
 ‫فج ًرا والتعرض للبرودة المفاجئة‬     ‫والأطباء‪ ،‬باعتبار أن حدوث المرض‬
                                        ‫والشفاء ‪-‬ككل شيء‪ -‬بإرادة الله‬
 ‫والوضوء بماء بارد على مرضى‬            ‫أي بإرادة من خارج الواقع وفوق‬
   ‫القلب من كبار السن‪ ،‬وأضرار‬
      ‫الصيام على بعض المرضى‪،‬‬       ‫شروطه‪ .‬ولا لوم على وسيلة التداوي‬
                                                ‫الرجعي‪ ‬في‪ ‬حالة‪ ‬الفشل‪.‬‬
‫وذوي الأعمال الشاقة‪ .‬وهكذا‪ ،‬لو‬
 ‫تصدى العقل الرجعي لبحث هذه‬              ‫مرضه‪ ،‬لكن الفكر الرجعي‬              ‫منسوب للرسول التوصية‬
  ‫الأمور لا َّدعى أن علامة الصلاة‬    ‫يتجاوز اعتبار ماء زمزم مجرد‬           ‫به ضرر كالسواك‪ ،‬الذي هو‬
                                      ‫طقس ديني‪ ،‬إلى فرضه وسيلة‬              ‫نموذج للتقديس الرجعي لما‬
  ‫مفيدة للكلى والمسالك التنفسية‪،‬‬                                       ‫نسب للرسول من توصيات ذات‬
    ‫وأنها تضيء لي ًل‪ ،‬وأن صلاة‬            ‫للتداوي من كل الأمراض‪.‬‬          ‫بعد صحي أو خاص بالنظافة‬
   ‫الفجر تجعل حول الجسم هالة‬             ‫ولعل الكذب والتدليس ولو‬       ‫الشخصية‪ ،‬وأصل السواك شجر‬
    ‫من الطاقة الأيونية تحميه من‬       ‫باختلاق إعجاز «علمي» لإثبات‬         ‫ينمو بالصحراء العربية يدعى‬
             ‫أشعة كونية ضارة‪.‬‬          ‫أن الله «يعني ماضي الرجعية‬        ‫الآراك‪ ،‬ويشيع تواجد السواك‬
                                        ‫الدينية المقدس» قال فصدق‪،‬‬      ‫كالقلم خشبي المظهر في الجيوب‪،‬‬
  ‫‪ -٥‬أثر عقل الخرافة‪:‬‬                  ‫كل هذا آلية نفسية تعويضية‬           ‫يخرجه أحدهم‪ ،‬يضع نهايته‬
                                     ‫وفصامية تدل على ضعف العقل‬            ‫المنسلة الألياف ويدور بها في‬
‫بالعقل الخرافي (السحري؟) هناك‬           ‫والإيمان‪ ،‬وهشاشة الرجعية‬       ‫فمه بشكل مقزز‪ ،‬ثم يعيده لجيبه‬
‫اعتقادات رجعية بأن ترديد بعض‬       ‫ذاتها‪ ،‬وتهافتها‪ ،‬والسيولة العقلية‪،‬‬    ‫مرة أخرى لمعاودة الفعل نفسه‬
                                         ‫وتركيبة معقدة من مشاعر‬           ‫فيما بعد‪ ،‬وقد تحولت الألياف‬
  ‫الكلمات‪ ،‬أو الممارسات الطقسية‬      ‫النقص والاستعلاء‪ .‬النقص من‬        ‫إلى مزرعة بكتيريا‪ ،‬وتحول الفعل‬
  ‫تقي من اعتلال الجسد وتشفيه‪،‬‬       ‫حيث التمحك بالعلم‪ ،‬والاستعلاء‬      ‫بالتكرار إلى طقس شكلي مظهري‬
                                    ‫من حيث إثبات أنه لم يأت بشيء‬
     ‫أو أن قراءة بعض القرآن أو‬         ‫لم يسبق إليه القرآن والسنة‪.‬‬                      ‫واستعراضي‪.‬‬
  ‫كلمات معينة على ماء يشرب أو‬         ‫وأثر الهيمنة الدينية على العقل‪،‬‬     ‫ولو كان ماء زمزم يشفي من‬
 ‫يغتسل به يمكن أن تشفي بعض‬         ‫حتى البحث العلمي عميق ومتعدد‬            ‫الأمراض لاستعمله النبي في‬

                      ‫الأمراض‪.‬‬
      ‫وهناك بند كبير في التداوي‬
 ‫الرجعي يقال له العلاج بالقرآن‪.‬‬
    ‫مثل ذلك الأحجبة التي تمتلئ‬
‫بطلسمات وحروف مبهمة بعضها‬
‫مقتطفات قرآنية كالحروف الأولى‬

                  ‫لبعض السور‪.‬‬
 ‫الذهنية التي تشكلت خرافيًّا تنتج‬
‫وتستهلك طرق التدواي الخرافية‪،‬‬
‫حتى الأحجبة‪ .‬وقد لفقت معجزات‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127