Page 123 - merit 51
P. 123
تجديد الخطاب 1 2 1
بالدعاء خاصة بصيغ وكليشيهات بالمواريث ،هذا هو السبيل الأسهل شفائية عديدة للرسول بغرض
ماضوية أعرابية ،وما يوصف بدي ًل عن العجز الرجعي عن إثبات نبوته.
بالرقيا الشرعية التي وردت ملاحقة الحياة.
بعضها وصل درجة إعادة عين
فيها أحاديث خلاصتها أن ترديد يمكن اعتبار نهاية قصة يحيى مقتلعة لموضعها ،بل صارت لا
آيات قرآنية وأدعية يمكن أن حقي «قنديل أم هاشم» والفيلم تمرض أب ًدا بعد ذلك ،والدارس
المأخوذ عنها ،ثمثي ًل لهذا المنحى،
يجلب الشفاء ،ويقي من الحسد حيث كان على البطل أن يجمع لتشريح العين يفهم استحالة
والسحر. بين التبرك بزيت القنديل إضافة تواجد عين مقتلعة على نحو ما
والأمر في الرقيا متوقف على للعلاج الطبي الحديث. ورد بهذه الخرافة.
الراقي ،وما يرقي به( .)7يرقي هكذا مث ًل يتناول مريض السكر
م َّدعو البركة من المشايخ الناس -٦المجاورة بين وسائل
الإنسولين ويتعاطى مناقيع التداوي القديمة والطب
مقابل أجر مادي ومعنوي، أعشاب مزعوم أنها تعالج السكر
وللرقيا منطق ديني أساسه الحديث:
التمني على الله بالشفاء ،لكنها أو تخفف منه ،وبعقل الخرافة
عق ًل ليست وسيلة للتدواي. يصدق أن شربة لبن من جاموسة بعض جوانب التفاعل الرجعي
ولو صح أن الشفاء ممكن بالقرآن ضد نجاح مسيرة العقل في الطب،
والرقيا والأذكار والتعاويذ مبروكة ستشفيه من مرضه، أن تستمر وسائل التداوي القديمة
والأدعية ،لوجب وجود أقسام كما يحدث بين حين وآخر ،هذا كالحجامة وحبة البركة ،بالتجاور
لتدريس تلك الوسائل العلاجية عقل تأسس وتربى على فاعلية
الرجعية بكليات الطب ،والعلاج التبرك( )6والاستشفاء بأشياء مثل مع الطب الحديث ،بغرض
ماء زمزم الذي قيل في حديث إنه استمرار الفاعلية التطبيقية
بها في المستشفيات. للرؤى الرجعية للنصوص الدينية
وللعقل الرجعي غرض آخر ماكر “لما شرب له”. المتعلقة ،وحماية المهدد بالانقراض
من تجاور وسائل كالرقيا والدعاء هكذا يقاتل العقل الرجعي من أجل من تلك النصوص حتى خارج
البقاء ،ولو بتجاور استعمال الطب المجال الطبي كتلك المتعلقة
في التداوي مع الطب الحديث،
فإن شفى مريض بالأدوية أو الحديث مع وسائله القديمة ،ولو
بعملية جراحية فيمكن المشاركة
في النجاح ،والشكر لله لا للطب
والأطباء ،باعتبار أن حدوث
المرض والشفاء -ككل شيء-
بإرادة الله أي بإرادة من خارج
الواقع وفوق شروطه .ولا لوم
على وسيلة التداوي الرجعي في
حالة الفشل .هكذا يعمل العقل
الرجعي بسماته الأساسية
كالمغالطات المنطقية ،والانتهازية،
والتناقض والفصامية.
-٧الاستغلال التجاري: شيخ الأزهر يقرأ كتاب أفول الغرب أثناء عودته من رحلة علاج في ألمانيا
هناك استثمار تجاري للتوصيات