Page 118 - merit 51
P. 118

‫العـدد ‪51‬‬                      ‫‪116‬‬

                                   ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

                                          ‫محمد داود‬

   ‫الطب والتداوي‬
‫في العقل الرجعي‬

     ‫والتمكين ومزيد من الهيمنة‬      ‫هو نفسه إن مرض‪ ،‬وحيث إن‬          ‫المبالغات الرجعية في‬           ‫رغم‬
      ‫على الواقع‪ ،‬ولو على حساب‬       ‫العلافة الزوجية أشبه بعلاقة‬       ‫الإنجازات العلمية‬
   ‫قيمة الحياة والإنسان‪ .‬والبقاء‬                                        ‫لعلماء منسوبين‬
   ‫في الرجعية الدينية يعني تأبيد‬       ‫إيجارية تنفض متى عجزت‬
  ‫ماضي شبه الجزيرة العربية في‬      ‫الزوجة (العين المؤجرة) عن أداء‬  ‫للدين فيقال لهم أطباء‬
  ‫كافة عناصره سواء في المفاهيم‬                                        ‫مسلمين كابن سينا‪ ،‬والرازي‪،‬‬
     ‫الحاكمة للعقل‪ ،‬أو موجودات‬      ‫مهمتها الجنسية التكاثرية ولو‬     ‫وتجاو ًزا لذلك التصنيف حسب‬
‫الواقع مهما بلغت من التفاهة‪ ،‬ولو‬                        ‫بالمرض‪.‬‬          ‫الدين‪ ،‬فإن الأصل دينيًّا أن‬
   ‫كانت أشياء مثل السواك وبول‬                                       ‫التداوي مباح‪ ،‬وليس واجبًا‪ ،‬بل‬
‫البعير وحبة البركة‪ ،‬أو كليشيهات‬        ‫والهدف الديني المهيمن على‬
      ‫تقال في المناسبات المختلفة‪.‬‬      ‫العقل والحياة في مصر من‬     ‫والأفضلية هي لعدم التداوي‪ .‬هذا‬
‫ويقوم التفاعل الديني الرجعي مع‬        ‫الطب والتداوي ‪-‬كموقفه من‬        ‫مما وراء فتوى شهيرة للشيخ‬
 ‫المرض والطب والتداوي على عدة‬          ‫عناصر الوجود كافة‪ -‬ليس‬
  ‫اعتبارات ومزاعم متكاملة نذكر‬       ‫إفادة الإنسان‪ ،‬ذلك لأن الدين‬   ‫الشعراوي ضد الغسيل الكلوي‪.‬‬
                                    ‫في جوهره لا يستهدف تحسين‬       ‫ويقرر فقهاء الرجعية الدينية عدم‬
                          ‫منها‪:‬‬       ‫الحياة ولكن السيطرة عليها‪.‬‬
                                                                    ‫وجوب إنفاق الزوج على زوجته‬
                                           ‫ويمكن القول إن الهدف‬       ‫لعلاجها إن مرضت‪ ،‬حيث إنه‬
                                      ‫الاستراتيچي للدين هو البقاء‬     ‫أص ًل لا يجب عليه أن يتداوى‬
   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123