Page 145 - merit 51
P. 145

‫حول العالم ‪1 4 3‬‬

‫صادق جلال العظم‬  ‫ريجي بلاشير‬    ‫جولدتيسهر‬                         ‫الترجمة والمقدس‬

  ‫الناقد المصري الكبير لويس‬       ‫الباطل من بين يديه‪ ،‬وتبقى‬          ‫العلاقة بين النص الديني‬
  ‫عوض (‪ )1990 -1915‬أنها‬            ‫الترجمة ن ًّصا هامشيًّا مثله‬     ‫واللغة البشرية تتحدر من‬
                                  ‫مثل المصاحف التي يرافقها‬       ‫مصدرين‪ :‬كلام إلهي (وحي)‬
    ‫تحد من تطور العربية في‬       ‫التفسير في طباعتها‪ .‬فكل ما‬
‫كتابه الإشكالي (مقدمة في فقه‬     ‫يتم هو ترجمة المعاني‪ ،‬وهي‬             ‫ولغة منسوخة مقروءة‬
                                  ‫اقصى حدود يبلغها المترجم‬           ‫(الكتاب) على لغة بشرية‬
   ‫العربية) بأن اللغة العربية‬    ‫على أمل استدراك ما فاته في‬         ‫متواضع عليها أي بخطاب‬
 ‫قديمة قدم القرآن‪ ،‬وأن اللغة‬                                      ‫يستهدف لغة قوم محددين‪.‬‬
 ‫العربية والقرآن قديمان قدم‬                 ‫ترجمات لاحقة‪.‬‬          ‫وتدخل الترجمة في المقاربة‬
 ‫اللوح المحفوظ وسابقان على‬                                          ‫بين لغة ميتافيزيقية تفسر‬
                                 ‫محاذير أم التزام؟‬                ‫الوجود بأبعاده الانطولوجية‬
     ‫الخليقة لأنهما مساويان‬                                      ‫وتحدد غاياته‪ .‬ولكنها بحاجة‬
 ‫للكلمة الإلهية‪ .‬وهذا الاقتران‬       ‫إن الترجمة في مقاربتها‬           ‫‪-‬أي الترجمة‪ -‬إلى أكثر‬
                                ‫النصية بين علم ترتكز أصوله‬           ‫من لغة لتفعيل تطبيقاتها‬
   ‫يحد أو يضع حدو ًدا تزداد‬                                        ‫الإجرائية لإنتاج نص تكون‬
 ‫خطورة كلما قاربت الترجمة‬           ‫على قواعد‪ ،‬وفن يتحسس‬               ‫لديه مشروعية التعميم‬
  ‫ما تعده رمو ًزا ومحاذير لا‬    ‫اللغة مما يكسبها حيدة تفصل‬       ‫(فتوى) ودقة تسندها معرفة‬
  ‫اعتراض عليها‪ ،‬أو التساؤل‬                                          ‫موثوقة إن لم تكن إيمانية‬
‫حول أسباب منعها‪ ،‬التوقيفية‬        ‫بين التدخلات الأيديولوجية‬      ‫خالصة‪ .‬والملاحظ أن الترجمة‬
‫بالمعنى الفقهي‪ .‬وهذه المحاذير‬   ‫واليقينية كمدخل علمي يقارب‬        ‫الدينية‪ ،‬أو ترجمة المصحف‪،‬‬
 ‫لا تتوقف عند حدود مقاربة‬                                          ‫على تعددها تظل على هامش‬
  ‫النصوص المقدسة المنزلة أو‬       ‫نصو ًصا بالغة الخصوصية‬           ‫المتن (سور الكتاب) ملحقة‬
  ‫الأحاديث النبوية‪ ،‬بل تحيط‬              ‫كالنصوص الدينية‪،‬‬             ‫بالتفسير والمعاني لأنها‬
                                                                      ‫ألفاظ يستحيل ترجمتها‬
     ‫بتراث ورموز وتاريخية‬            ‫وهي المعضلة الإشكالية‬            ‫والمحافظة على قدسيتها‪،‬‬
   ‫حوادث تلك المرحلة في أي‬       ‫‪ problématique‬التي يزعم‬            ‫ففي أفضل الأحوال شرح‬
                                                                     ‫معانيها وشرحها صوتيًّا‬
                                                                     ‫‪ Transliteration‬وكل ما‬
                                                                     ‫لا يترجم كأسماء السور‬
                                                                 ‫والأعلام والمسميات‪ ،‬ونسخها‬
                                                                     ‫كتابة في حقل الصوتيات‬
                                                                     ‫اللغات الأخرى‪ .‬فلا تخلو‬
                                                                     ‫ترجمة من تلك الترجمات‬
                                                                  ‫بإرفاق النص الأصل المقابل‬
                                                                     ‫برسمه العربي إلى جانب‬
                                                                    ‫شروحاته باللغات المترجم‬
                                                                     ‫اليها‪ ،‬مما ينبئ بالمحافظة‬
                                                                  ‫على أصل المتن الذي لا يأتيه‬
   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150