Page 177 - merit 51
P. 177

‫‪175‬‬         ‫الملف الثقـافي‬

‫لويس كارول‬  ‫طه عبد الرحمان‬      ‫سعيد يقطين‬                        ‫هيمنته‪ ،‬وفند ما يستبطنه‬
                                                                  ‫مفهوم «التسوية الثقافية»‬
 ‫السطر الجيد ليس حك ًرا على‬       ‫فقد لزم من ذلك أن نخلص‬          ‫من حيث هي «تسليط نمط‬
‫أي أحد»‪ .‬وص ًل بهذا النسق‪،‬‬          ‫إلى أن توصيفات الرائقية‬    ‫فكري واحد [هو فكر الأقوى]‬
 ‫لا شك في أن قطر وبجانبها‬            ‫في «القيمة» (قيمة قبول‬    ‫على جميع الثقافات المختلفة»‪،‬‬
‫كل الدول العربية والإسلامية‬
 ‫قد كتبوا سط ًرا مجي ًدا بحبر‬    ‫الاختلاف وعوائدها الثقافية‬        ‫ثم حاجج من أجل إقرار‬
                                     ‫والحضارية والرمزية)‪،‬‬      ‫«الحق العربي في الاختلاف»؛‬
   ‫الفخر في مدونة الاختلاف‬
‫المخصب والتنوع الذي يثري‬         ‫والشائقية في «الإقامة» (على‬         ‫إذ قال‪« :‬يحق لكل قوم‬
                                   ‫مستوى التجهيز والتنظيم‬         ‫أن يتفلسفوا على مقتضى‬
                  ‫ويضيف‪.‬‬                                          ‫خصوصيتهم الثقافية‪ ،‬مع‬
                                ‫والمنافسة والإبهار والفرجة)‪،‬‬        ‫الاعتراف لسواهم بذات‬
   ‫على سبيل الختم‬                     ‫والفائقية في «المقاومة»‬    ‫الحق‪ ،‬بحيث يجب أن ينشأ‬
                                                                  ‫بين الأقوام المختلفة تنوع‬
      ‫ارتأى إدواردو غاليانو‬     ‫(مدافعة فكرة الهيمنة الغربية‬
   ‫‪(EDUARDO GALEA-‬‬                  ‫والفكر الواحد المستعلي)‪،‬‬         ‫فلسفي يوازي تنوعها‬
 ‫)‪ NO‬أن كرة القدم يمكن أن‬                                         ‫الثقافي؛ وكل فلسفة تدعي‬
  ‫تكون «علا ًجا تواصليًّا»(‪)12‬‬  ‫وهي جمي ًعا توصيفات لروعة‬        ‫لنفسها الانفراد بهذا الحق‬
‫لحالات الانغلاق وسوء الفهم‬       ‫التميز في «مونديال العرب»‪،‬‬      ‫لا تكون إلا فلسفة مستبدة‬
   ‫والاستعلاء على الآخرين‪.‬‬
     ‫ولعله من المفيد أن أذكر‬           ‫إنما تحصلت من جهة‬            ‫أشبه بالعقيدة المتسلطة‬
  ‫‪-‬ارتبا ًطا بهذا السياق‪ -‬أنه‬     ‫الحرص على الإبداع ضمن‬           ‫منها بالفكر المتحرر‪ ،‬حتى‬
‫خلال الحقبة الفكتورية‪ ،‬بادر‬                                        ‫لو توسلت بأقوى الأدلة‬
 ‫روديارد كيبلنغ ‪(Rudyard‬‬             ‫مقومات «الخصوصية»‬
                                    ‫و»الاختلاف»‪ ..‬ولعلنا في‬         ‫العقلية‪ ،‬لأن فلسفة مثل‬
                                    ‫«مونديال العرب» تأكدنا‬        ‫هذه تنتحل حيازة الحقيقة‬
                                    ‫فعليًّا مما قرره خورخي‬      ‫المطلقة؛ والحال أنه لا مطلق‬
                                  ‫لويس بورخيس(‪Jorge( )11‬‬          ‫في الفلسفة‪ ،‬حتى ولو كان‬
                                 ‫‪ )Luis Borges‬إذ قال‪« :‬إن‬         ‫العقل نفسه‪ ،‬بل حتى ولو‬
                                                                  ‫كان الاختلاف نفسه»(‪.)10‬‬
                                                                ‫إذا كان الأمر كذلك بالنسبة‬
                                                                   ‫إلى الفلسفة من حيث هي‬

                                                                    ‫ممارسة ذهنية خالصة‪،‬‬
                                                                ‫فمن «باب الأولى» أن ينطبق‬
                                                                ‫الأمر عينه على ممارسة كرة‬
                                                               ‫القدم من حيث هي في الأصل‬

                                                                     ‫منافسة تخضع لقواعد‬
                                                                    ‫اتفاقية متجددة وليست‬

                                                                            ‫جبرية متعالية‪.‬‬
                                                                    ‫وإذا كان قد تقرر سل ًفا‬
                                                                ‫بأنه لا إبداع بغير تميز‪ ،‬ولا‬
                                                                 ‫تميز بدون خصوصية‪ ،‬ولا‬
                                                                 ‫خصوصية بدون اختلاف‪،‬‬
   172   173   174   175   176   177   178   179   180   181   182