Page 174 - merit 51
P. 174
والإسلامية ،لا ،بل تسرب العـدد 51 172
إلى جل الجغرافيات الواقعة
مارس ٢٠٢3 يتربصون الدوائر من أجل
على هوامش “المركزية إطلاق النار على فكرة الحق
الغربية” .كما لو أننا صرنا مريد البرغوتي العربي في الحلم .وقد شهدنا
-على وفق ما ذكره المفكر رهان الحلم وتجسيده منذ العام - 2010تاريخ
المغربي حسن أوريد -بإزاء على كل واجهات الإنجاز الإعلان عن فوز قطر بشرف
والفعل والتأثير ،وأصروا تنظيم بطولة كأس العالم في
“مؤتمر باندونغ” جديد، تحت مظلة الشموخ على
حيث “اجتمع كل منبوذي الاستماتة في أن يصير كرة القدم لسنة -2022
النظام العالمي سنة 1955 الحلم أحلا ًما .استيقظت واب ًل من الطلقات المصوبة
ممن خذلهم الأقوياء ().. الهمة القطرية ،واستيقظت من جهات شتى نحو فكرة
معها كل الهمم العربية، الحلم بتنظيم أرفع محفل
كانوا يريدون فتح كوة وتوسع الحلم وامتد إلى
[للحلم]”( .)5لم يكن هذا مساحة كل الخرائط العربية كروي عالمي على أرض
الحلم المونديالي مجرد فائض عربية .مع التنبيه إلى أن
انفعالي أو حماس استيهامي، بعض هذه الجهات قد تج َّل
بل طاقة مستكنة في “النحن بوجه سافر ،أما البعض
الجماعية” ورو ًحا حية الآخر فظل مستخفيًا من
سارية في شريان الانتماء وراء ستر رقيق .وص ًل بهذا
السياق ،كتب الدكتور سعيد
الأوسع إلى أمة تجمع يقطين في مقالة له بعنوان
بينها كل ممكنات التواشج “مونديال قطر والفرح
والتمازج .صار كل عربي العربي” ما يلي“ :الغرب
عامة -وأستثني العقلاء فيه-
قطري الهوية والهوى، لا يريد أن يرى العربي إلا
وصارت قطر –بوصفها في مرتبة دون منزلته ،وعليه
واجهة تمثيلية للجغرافيا أن يكون خاض ًعا لمشيئته،
العربية -مسر ًحا مله ًما مطي ًعا لأوامره .ومتى حاول
العربي أن يثبت حضوره،
لتبريز الهوية والهوى عمل [الغربي] كل ما في
وسعه لإثبات العكس .كانت
العنصرية بادية ،والكراهية
متفشية في الإعلام،
والتصرفات المتعجرفة
طاغية ( )..ضد كل ما هو
عربي”(.)4
يعلم كل المنصفين قاصيهم
ودانيهم أن حراس الأمل
العربي قد قاوموا كل
الطلقات بجأش ربيط،
مستصحبين المقاومة النفسية
بفعل ناعم في مضمار كسب