Page 176 - merit 51
P. 176
استشكل مصطلح "الفكر الواحد"
و"الأمر الواقع" اللذين يصر الغرب
على تكريسهما في سياق إحكام
هيمنته ،وفند ما يستبطنه مفهوم
"التسوية الثقافية" من حيث هي
"تسليط نمط فكري واحد [هو
فكر الأقوى] على جميع الثقافات
المختلفة" ،ثم حاجج من أجل إقرار
محمد بن أحمد البيروني "الحق العربي في الاختلاف"؛ إذ قال:
"يحق لكل قوم أن يتفلسفوا على
سيرورة رمزية دالة ،كادت مقتضى خصوصيتهم الثقافية!
تكون خطية لولا التناصر
والثبات الذي أبداه ذوو على أنه لا إبداع بغير تميز، بوجودك ..هل اتفقنا؟»(.)7
العزم والحزم والهمة في ولا تميز بدون خصوصية، إن لمرآة المحافل الرياضية
الكبرى –وفي مقدمتها محفل
الدفاع عن «الحق العربي في ولا خصوصية بدون بطولة العالم في كرة القدم-
الاختلاف» ،على وفق المنوال اختلاف .لكن قبل نسق القدرة على إثراء وجودنا
الصلة بموصولها ،لعله من خلال إظهار صورتنا
المستنير نفسه الذي نسج من الحكمة أن نستحضر في الآخر المتجلي أمامنا؛ إن
عليه البيروني بإزاء «طريقة أننا سنجد -إلى جانب لها القدرة على «تجلينا م ًعا»
الهندوس الخاصة في رؤية مطلقي النار على فكرة الحلم وإدراك «وجودنا م ًعا» .ذلك
الأشياء» ،وأسلوب التمثيل العربي -ألوا ًنا من أعين
الاستعاري ذاته الذي انتهجه التسخط لدى صنوف من أن شرط تحقق وجودنا
لويس كارول( (�Lewis Car الجهات والأشخاص ممن هو أن نكون مدركين من
)rollضمن حوارية «آليس تعودوا على أن «يقرؤوا قبل الآخر ومدركين له في
الآن ذاته .إن «معرفة أننا
مع وحيد القرن». معاني القبح في آيات موجودون تستلزم معرفة
في هذه الجزئية بالذات من الجمال» .أما أعين الإنصاف
سيرورة الاستقراء ،أجدني والرضا تلك التي تقرأ معاني الآخرين الذين ندركهم
في صلب ما كتبه الفيلسوف ويدركوننا»(.)8
الجمال في محافل الجمال
طه عبد الرحمان في أثناء فقد أقرت بأن «مونديال بعد هذه التوطئة الاستعارية،
حديثه عن «الحق العربي في العرب» شكل لحظة فارقة في أرى أنه من اللازم التأكيد
الاختلاف الفلسفي»( ،)9إذ
استشكل مصطلح «الفكر
الواحد» و»الأمر الواقع»
اللذين يصر الغرب على
تكريسهما في سياق إحكام