Page 173 - merit 51
P. 173

‫‪171‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫الحق في الحلم‪ ،‬الحق في الاختلاف‪..‬‬       ‫مختل ًفا للسعادة والاحتفال‬      ‫“من أحسن الإنصات أحسن‬
   ‫المونديال في السياق التداولي العربي‬     ‫بالشغف الأكثر انتشا ًرا‬      ‫الفهم”‪.‬‬
                                          ‫في العالم‪ ،‬وسيا ًقا مغاي ًرا‬  ‫الكوميديا الإلهية‪ ،‬دانتي‬
                                    ‫في‬                                  ‫ألغييري‪.‬‬
                                        ‫يمكن أن يكون أكثر رائقية‬
                                             ‫في «القيمة»‪ ،‬وشائقية‬          ‫مونديال ‪،1930‬‬

                                          ‫في «الإقامة»‪ ،‬وفائقية في‬          ‫لم تحظ المباراة‬
                                       ‫«المقاومة»‪ ،‬مما اعتاد الناس‬             ‫النهائية بين‬
                                                                                ‫الأورغواي‬
                                           ‫على تكرار مشاهدته في‬                ‫والأرجنتين‬
                                           ‫النسخ المسقوفة بمظلة‬
                                      ‫«المركزية الغربية»‪ ..‬مونديال‬         ‫بأكثر من عمود ينتظم في‬
                                       ‫‪ 2022‬الذي احتضنته قطر‬                 ‫“عشرين سط ًرا” ضمن‬
                                       ‫كان محف ًل رياضيًّا وثقافيًّا‬         ‫إحدى صفحات الجريدة‬
                                      ‫مثاليًّا لكتابة حكايتين‪ :‬حكاية‬         ‫الإيطالية لا غازيتا ديلو‬
                                           ‫الحق العربي في الحلم‪،‬‬            ‫سبورت ‪(La Gazzetta‬‬
                                          ‫وحكاية الحق العربي في‬         ‫)‪ dello Sport‬وفق ما ذكره‬
                                                                        ‫إدواردو غاليان و �‪(EDUAR‬‬
                                                       ‫الاختلاف‪.‬‬         ‫)‪ DO GALEANO‬في كتابه‬
                                                                             ‫عن «كرة القدم في الظل‬
                                      ‫‪ -1‬الحق العربي في‬                  ‫والشمس» ‪(EL FUTBOL,‬‬
                                            ‫الحلم‬                       ‫)‪A SOL Y SOMBRA‬؛ ذلك‬
                                                                           ‫أن البلدين اللاتينيين كان‬
                                      ‫هل ما تزال الأمة العربية‬              ‫يجعلان أوروبا تستشيط‬
                                                                         ‫غضبًا بإظهارهما أين توجد‬
                                      ‫‪-‬بعد “مونديال قطر”‪ -‬في‬              ‫أفضل ممارسة لكرة القدم‬
                                                                         ‫في العالم(‪ ..)1‬الآن بعد حوالي‬
                                      ‫حاجة إلى مصباح سحري‬                 ‫‪ 100‬عام إلا ثمانية‪ ،‬لا شك‬
                                                                          ‫في أن أخبار المونديال –منذ‬
                                      ‫أو قمقم سليماني كي تحلم؟‬           ‫ما قبل لحظة الافتتاح إلى ما‬
                                                                         ‫بعد لحظة الاختتام‪ -‬صارت‬
                                      ‫دعك من الإجابات المتعجلة‪،‬‬             ‫تحتل واجهات الصفحات‬
                                                                            ‫الأولى لكبريات الصحف‬
                     ‫وتأمل ما أورده الشاعر مريد‬                             ‫العالمية‪ ،‬وتتصدر نشرات‬
                                                                              ‫الأخبار لأشهر وكالات‬
                                      ‫البرغوتي في أمثولته الرامزة‬
                                                                               ‫الأنباء‪ .‬فهل سيغضب‬
                                      ‫الغامزة‪ ،‬إذ أنشد‪:‬‬                 ‫الأوربيون أكثر بعد أن علموا‬

                                      ‫“قال المصباح السحري‬                     ‫يقينا ‪-‬حتى وإن أخفوا‬
                                                                          ‫ذلك مداورة أو مكابرة‪ -‬أن‬
                                      ‫للولد المعدم‪:‬‬                        ‫ثمة مجا ًل تداوليًّا عربيًّا(‪)2‬‬

                                      ‫كذبت كل حكايات الأجداد‬

                                      ‫عليك‪،‬‬

                                      ‫الأمنية الكبرى ليست في‬

                                      ‫القمقم‪.‬‬

                                      ‫لم تعط يدين لتفرك مصبا ًحا‬
                                      ‫سحر ًّيا وتنام؛‬
     ‫د‪.‬عبد الكريم‬                     ‫استيقظ كي تحلم”(‪.)3‬‬
                                      ‫لا شك أن ثمة في كل‬
     ‫الفرحي*‬

     ‫(المغرب)‬                         ‫الأعصار والأمصار من‬
   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178