Page 170 - merit 51
P. 170

‫العـدد ‪51‬‬                             ‫‪168‬‬

                               ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬                          ‫ما بلغوه من المجد لحصد‬
                                                                ‫ما فاتهم من النعم؟! إلخ ألخ‬
‫جر ًيا على هذا التفكير‪ ،‬أنهم‬    ‫أنفسهم من القهر الرأسمالي‬
‫قالوا لأنفسهم في يوم غابر‪:‬‬       ‫المتواصل الخانق‪ ،‬أي لكيلا‬              ‫(على المنوال نفسه)‬
‫سنجعل لعبة جماعية تحكم‬         ‫تقوم الثورات‪ ،‬أو قد يكونون‬      ‫أتأمل الواقع حاليًا‪ ،‬من خلال‬
                                 ‫سقوه للناس عس ًل ذا سم‬
           ‫الدنيا لصالحنا!‬        ‫مجازي بطيء‪ ،‬يقتل بش ًرا‬          ‫الكرة‪ ،‬فأقول‪ :‬لن ينصلح‬
      ‫لو كنت أتبنى نظرية‬                                           ‫شأن من الشؤون إلا بما‬
   ‫المؤامرة‪ ،‬أحيا ًنا‪ ،‬فأفضل‬         ‫معينين‪ ،‬بعدما يسلبهم‬        ‫انصلح به شأن الكرة؛ وقد‬
 ‫ألا أكون مسر ًفا بإزاء هذا‬         ‫يقينهم‪ ،‬يفنيهم بالفساد‬          ‫انصلح شأنها‪ ،‬أعني في‬
 ‫الخيال‪ ..‬ولكن انظروا كأن‬        ‫والحروب والفتن والأوبئة‪،‬‬          ‫العالم الموصوف بالمتقدم‬
     ‫المسألة تستقطبنا إليها‬        ‫ثم يدع الأرض كاملة لمن‬      ‫طب ًعا‪ ،‬حين تنبهت جماعة من‬
     ‫استقطا ًبا حا ًّدا‪ ،‬أقصد‬        ‫اختيروا سل ًفا و ُميزوا‪،‬‬     ‫الأذكياء الطيبين لأمدادها‬
    ‫مسألة الخيال التآمري‪،‬‬         ‫يبذرون فيها ما يريدون‪..‬‬          ‫الفادحة؛ فقرروا التركيز‬
   ‫فالحالة الجماعية الأولى‬     ‫الكرة المخدرة كالكرة السامة‪،‬‬       ‫عليها‪ ،‬وفي جزء ضمائري‬
  ‫للعبة (الجماعة الصغرى)‬            ‫هذا على قد هذا‪ ،‬كالقول‬      ‫أكيد منهم أنها سوف تعضد‬
  ‫تعني المتعاركين الذين في‬         ‫العربي‪ ،‬وإنما المضمون‪،‬‬
                                                                      ‫الخير وتعزز السلام!‬
‫الحريف‬                                                            ‫وأتأمله‪ ،‬من خلالها‪ ،‬تأم ًل‬
                                                                  ‫مختل ًفا فأقول‪ :‬لم ينصلح‬

                                                                   ‫شأن واحد جوهر ًّيا قط‪،‬‬
                                                                ‫منذ أبينا آدم وأمنا حواء إلى‬

                                                                  ‫اللحظة الراهنة‪ ،‬وبالنسبة‬
                                                               ‫للكرة‪ ،‬فإن جماعة من الخبثاء‬

                                                                  ‫الماكرين فطنوا إلى فحوى‬
                                                                ‫رسالة‪ ،‬لها حيثيتها‪ ،‬يمكنهم‬
                                                                 ‫إيصالها بواسطة الكرة إلى‬

                                                                    ‫الجميع‪ ،‬واعتبروا الكرة‬
                                                                  ‫مفتا ًحا سحر ًّيا لباب مراد‬
                                                                ‫مرصود يواري كنو ًزا و ُّدوا‬
                                                               ‫لو يجمعونها ظافرين (الكنوز‬
                                                               ‫أظنها خرائط حساسة لكوكب‬
                                                                 ‫أرضي مصنوع على هواهم‬

                                                                    ‫الشخصي وليست تلال‬
                                                                   ‫جواهر ولا جبال ماس)‪،‬‬
                                                                  ‫وربما هم من كانوا رتبوا‬
                                                                 ‫لكل شيء يخص الكرة من‬
                                                                 ‫البداية‪ ،‬ربما هم من أنتجوا‬
                                                                 ‫اللهو الذي كالمادة المخدرة‪،‬‬
                                                               ‫وسقوه للناس عس ًل خال ًصا‬
                                                                ‫للتنفيس المحض عن الهموم‬

                                                                     ‫في إثر ما يقترفونه هم‬
   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175