Page 167 - merit 51
P. 167

‫‪165‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫وأقوى‪ ،‬ويوم أبهرنا المغرب‬          ‫«الكرة الشراب»‪ ،‬لكن تلك‬                     ‫محمد صلاح‬
‫في المونديال الأخير‪ ،‬مونديال‬      ‫الكرة انقرضت أو كادت‪ ،‬إلا‬
                                                                  ‫لعبها شحاتة في كفر‬
      ‫قطر الذي صبغ العالم‬           ‫دورات رمضانية ما زالت‬       ‫الدوار بالبحيرة والخطيب في‬
 ‫بصبغة عربية صرفة‪ ،‬ويوم‬          ‫تقام لها خفي ًفا وليس كالزمن‬    ‫عين شمس بالقاهرة‪ ،‬وأثنيا‬
                                  ‫الفائت؛ فالأجواء الاجتماعية‬
     ‫شددنا أزر هذا المنتخب‬                                         ‫عليها كلاهما‪ ،‬ث َّمنا دورها‬
      ‫العزيز اللامع‪ ،‬بصورة‬              ‫المتفسخة المتحللة من‬      ‫في عملية اكتشاف المواهب‪،‬‬
       ‫صادقة‪ ،‬كنا نشد أزر‬           ‫الوصال والود لا تليق بها‬
‫منتخبنا القومي‪ ،‬باطنيًّا‪ ،‬وكنا‬   ‫والأجيال بادئة الطلوع الميالة‬      ‫وبيَّنا فوائدها الجمة فيما‬
      ‫نتمنى له نفس المنزلة!‬       ‫إلى الحداثة لا توافق هواها!‬   ‫يسبق اللعب الاحترافي بالكرة‬
‫أنا من الذين يحبون لبلادهم‬
  ‫أن تتذكر أفريقيتها‪ ،‬عمقها‬             ‫يحتاج نظاما الدوري‬          ‫الشهيرة المعتمدة‪ .‬عاشت‬
  ‫القاري الحميم‪ ،‬وتقصيرنا‬           ‫والكأس عندنا إلى تحديث‬       ‫الكرة الشراب أعوا ًما طوا ًل‪،‬‬
  ‫مع الأفارقة مهين وطويل‪،‬‬            ‫شامل طب ًعا‪ ،‬وإلى تخلص‬
‫ربما لأنهم يعانون من أزمات‬          ‫من محاباة الفرق الكبرى‪،‬‬         ‫محو ًرا للتحدي في أنحاء‬
  ‫متفاقمة على الدوام‪ ،‬تخص‬           ‫وإلى فحص دقيق مستمر‬          ‫الجمهورية الآخذة في التغير‬
      ‫كافة الشؤون‪ ،‬وأخص‬          ‫للمنظومة من أولها إلى آخرها‬     ‫الشمولي ببطء‪ ،‬وكانت حجر‬
‫الاقتصاد الذي بخرابه وحده‬             ‫لتلافي العيوب الواضحة‬       ‫أساس في الفيلم السينمائي‬
   ‫تخرب الدول إن عاج ًل أو‬        ‫وقبض الثغرات الخفية التي‬
 ‫آج ًل‪ ،‬لكن تجربتهم الكروية‬        ‫يتسلل من خلالها الضرر‪،‬‬            ‫البديع‪ ،‬فيلم «الحريف»‪،‬‬
‫فخمة ومؤثرة‪ ،‬وحتى الساعة‬         ‫ونحتاج عمو ًما‪ ،‬عندما نحقق‬           ‫للمخرج القدير الراحل‬
 ‫لم نتفاعل معها تفاع ًل مثم ًرا‬      ‫بطولة دولية أو عربية أو‬       ‫«محمد خان»‪ ،‬وهو الفيلم‬
    ‫ولم نستفد منها استفادة‬         ‫قارية‪ ،‬على مستوى الأندية‬     ‫الذي جسد فيه الزعيم «عادل‬
  ‫تعزز هيبتنا في القارة التي‬        ‫أو المنتخب‪ ،‬إلى أن نتخفف‬          ‫إمام» شخصية «سعيد‬
    ‫ترجح وزننا دائما بإخاء‬       ‫من استثمار الحدث سياسيًّا؛‬          ‫فتحي الحافي» أسطورة‬
 ‫ومودة‪ ..‬لقد سبقنا الأفارقة‬          ‫فكم يكون الأمر مستف ًّزا‬
 ‫في الاحتراف الكروي فنالوا‬         ‫للناس الذين يكرهون الكرة‬
 ‫صفة العالمية قبلنا‪ ،‬ونجحوا‬
       ‫في إقصائنا عن بعض‬                ‫المتملقة كراهية عمياء‪،‬‬
 ‫البطولات المهمة‪ ،‬كان آخرها‬          ‫وعندما ننهزم نحتاج إلى‬
    ‫كأس العالم القطرية التي‬       ‫الاعتراف الصريح بالهزيمة‬
  ‫منعنا منها فريق السنغال‪،‬‬          ‫بعي ًدا عن جلد الذات (ذكر‬
      ‫وفي المرات التي شارك‬         ‫الأسباب الجوهرية وكيفية‬
  ‫الأفارقة فيها بكأس العالم‪،‬‬       ‫محو الأخطاء في المستقبل)‪،‬‬
      ‫قدموا كرة تفوق كرتنا‬       ‫وقد نكون في حاجة ما َّسة إلى‬
      ‫بكثير‪ ،‬ولنتذكر الآن ما‬       ‫المدرب الوطني ذي السجل‬
  ‫قدمته نيجيريا والكاميرون‬         ‫المشرف كما نحن في حاجة‬
     ‫كمثالين‪ ،‬والخلاصة أن‬            ‫ماسة إلى الخامة الخبيرة‬
   ‫علاقتنا الكروية بأفريقيا‪،‬‬
     ‫أعني القارة برمتها ولا‬                       ‫المستوردة‪.‬‬
                                 ‫ليست كرتنا بخير‪ ،‬بالمناسبة‪،‬‬

                                      ‫لكننا نحبها وننتظر لها‬
                                      ‫صولات وجولات أغنى‬
   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172