Page 168 - merit 51
P. 168

‫العـدد ‪51‬‬                               ‫‪166‬‬

                                 ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬                          ‫أخص اتجا ًها جغرافيًّا فيها‪،‬‬
                                                                     ‫يجب أن تتحسن وتزدهر‪،‬‬
    ‫الكتمان‪ ،‬ينالون معظمها‬         ‫سابقة‪ ،‬وهي أرحب من أن‬             ‫وحتى لا نتفاءل في المطلق؛‬
   ‫نظير خدمات الاستضافة‪،‬‬             ‫نمر بها عاجلين‪ ،‬ومن أن‬        ‫فإنها لن تتحسن ولن تزدهر‬
  ‫وليست رسو ًما يحصلونها‬           ‫نطل عليها من نافذة واحدة‬         ‫إلا إذا صحا النائم في اتحاد‬
‫عند الدخول‪ ،‬لكنهم لم يكونوا‬
                                       ‫ولو جل موقع النافذة!‬            ‫كرتنا وأيقظ نوام وزارة‬
     ‫ليجنونها في أية ظروف‬         ‫أصحاب الكافيهات والمقاهي‬          ‫الشباب والرياضة والأندية‬
  ‫أخرى مهما تكن‪ ،‬وعلى كل‬          ‫ببلادنا المحروسة‪ ،‬والأقرب‬
                                                                        ‫قاطبة والهيئات المعاونة‬
    ‫حال‪ ،‬يظلون يعانون من‬             ‫إلى المنطق أن لهم أشبا ًها‬        ‫شريكتهم في المسؤولية‪..‬‬
 ‫الأعين التي تحسب أنصبتها‬              ‫في بلاد العالم بأجمعه‪،‬‬          ‫خططت بيدي ما خططته‬
                                                                    ‫عن آمالي الأفريقية لبلادي‪،‬‬
       ‫في أرباحهم‪ ،‬كمفتشي‬         ‫صاروا مع الأعوام ضالعين‬             ‫ولم أجد داعيًا أن أنبه‪ ،‬في‬
‫الضرائب والرقباء التجاريين‬           ‫في الترويج للعبة التي لا‬        ‫خلال تفصيل هذه النقطة‪،‬‬
                                      ‫تفتقر إلى ترويج مطل ًقا‪،‬‬        ‫إلى فوائد الاحتكاك بالكرة‬
    ‫والصناعيين والصحيين‬              ‫بل يناسبها الهدوء مقدار‬        ‫العربية كمثل الأفريقية‪ ،‬فثم‬
      ‫وأمثالهم‪ ،‬ويشكون مر‬           ‫ما يناسبها الصخب؛ ففي‬             ‫عرب سبقونا بحيث صار‬
 ‫الشكوى من تدخلات رجال‬                ‫مواسم البطولات وأيام‬         ‫علينا خلق أجنحة للحاق بهم‪،‬‬
   ‫الأمن‪ ،‬ومن المغانم التي لا‬                                      ‫وأظنه العمل المحتوم الذي لا‬
 ‫يذوقون حلاوتها إلا انقلبت‬         ‫اللقاءت القممية والمواجهات‬
  ‫أحوالهم عليهم بسببها شر‬         ‫النارية والحاسمة‪ ،‬يجهزون‬                  ‫يتطلب إثارة انتباه!‬
                                                                     ‫جعلنا «محمد صلاح حامد‬
                   ‫انقلاب‪..‬‬          ‫الأماكن تجهي ًزا ممتا ًزا ذا‬
    ‫لا أدري‪ ،‬على وجه الدقة‪،‬‬         ‫كلفة عالية؛ فمثلا يجلبون‬            ‫محروس غالي»‪ ،‬الفلاح‬
                                     ‫شاشات عملاقة إضافية‬              ‫المصري الذي ينتسب إلى‬
      ‫متى صارت كرة القدم‬                                              ‫قرية نجريج‪ ،‬إحدى قرى‬
    ‫خرافية إلى هذا الحد‪ ،‬ولا‬           ‫ويخلقون زوايا جديدة‬
                                        ‫للفرجة يفسحون بها‬               ‫مركز بسيون بمحافظة‬
      ‫لماذا‪ ،‬لكن الأرجل كلها‬     ‫للوافدين الجدد المنضمين إلى‬         ‫الغربية‪ ،‬واسمه مو صلاح‬
  ‫تقريبًا تركل كرة شارع في‬         ‫الزبائن المعتادين‪ ،‬ويعلنون‬        ‫ولقبه الفرعون المصري في‬
  ‫الصغر‪ ،‬أمام أبواب البيوت‬          ‫عن مشاريب نادرة ليست‬           ‫إنجلترا سيدة الكرة الحديثة‪،‬‬
 ‫وبمنعطفات الطرق والسوح‬                ‫لدى سواهم‪ ،‬وغالبًا ما‬        ‫وجعلنا نشعر بالفخر طب ًعا‪،‬‬
   ‫المفتوحة والحارات وكافة‬            ‫يوفرون وجبات خفيفة‬           ‫ونؤمن أن الفرصة هي الأمل‬
                                   ‫كالسندوتشات والبسكويت‬             ‫الذي يجب أن نلقي شباكنا‬
    ‫الأحياء‪ ،‬ثم يكبر الصغار‬            ‫والآيس كريم وشرائح‬           ‫في بحره؛ فلو سنحت صرنا‬
    ‫فيشاهدون أرج ًل أخرى‬           ‫الفاكهة‪ ،‬وقائمة محمصات‬           ‫الأوائل في الكرة‪ ،‬كما نرجو‬
     ‫تركلها في الملاعب‪ ،‬أكثر‬       ‫ترافق الأيدي والجيوب‪ ،‬في‬          ‫أن نكون الأوائل في سواها‬
 ‫براعة وحذ ًقا ورسو ًخا‪ ،‬وقد‬          ‫أثناء الفرجة‪ ،‬على حسب‬
 ‫يتصورونها أرجلهم القديمة‬           ‫الرغبات والأمزجة‪ ..‬وعلى‬              ‫بالطبع؛ لأن فرعونيتنا‬
‫طالت وصلبت وتعلمت مزي ًدا‬          ‫هذا فإن هؤلاء المستثمرين‬            ‫العريقة أجدر بالصفوف‬
                                  ‫الصغار‪ ،‬مستثمري الأنشطة‬             ‫الأمامية في عيون زائريها‬
                     ‫باه ًرا!‬    ‫الكروية‪ ،‬ومن بينهم أصحاب‬            ‫الغرباء قبل أن تكون كذلك‬
   ‫يمكننا العودة إلى التاريخ‬      ‫نوا ٍد للتنزه ومولات وقاعات‬           ‫في عيوننا نحن الأحفاد‪،‬‬
   ‫طب ًعا لنعرف متى صارت‬               ‫أفراح‪ ،‬بل مراكز تعليم‬         ‫مررنا بالفرعونية في فقرة‬
    ‫الكرة بهذه الأهمية‪ ،‬لكن‬      ‫وتثقيف‪ ،‬يجنون أربا ًحا طائلة‬
    ‫هذا لن يقدم جوا ًبا دقي ًقا‬   ‫من الكرة‪ ،‬قد تكون في دائرة‬
   ‫على جواب الزمن للأسف؛‬
   ‫فالوقوف عند تاريخ قديم‬
  ‫معين شهد بدايات انتعاش‬
   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173