Page 165 - merit 51
P. 165

‫‪163‬‬           ‫الملف الثقـافي‬

‫محمود الخطيب‬  ‫فلندرز بتري‬      ‫حسن شحاتة‬                       ‫لعبت أنا الكرة في الإعدادية‬
                                                              ‫والثانوية‪ ،‬ككل أبناء الأعمار‬
    ‫وقد أشارت الاكتشافات‬        ‫يستطيع أن يغير انتماءه إلى‬    ‫الغضاض‪ ،‬ومن نافلة القول‬
‫الأثرية إلى نوعية الكرات‪ ،‬في‬           ‫ناديه المفضل منهما!‬    ‫أن أبدي امتعاضي الآن من‬
                                                              ‫الحالة المتدنية المؤسفة التي‬
  ‫العصور الفرعونية‪ ،‬فبينت‬           ‫يقال إن الكرة فرعونية‬     ‫بلغتها الرياضة في المدارس‪،‬‬
     ‫أنها كانت مصنوعة من‬           ‫أسا ًسا‪ ،‬وهو القول الذي‬
                                  ‫قامت عليه الأدلة القاطعة‬        ‫كنت لاعبًا جي ًدا‪ ،‬لم أكن‬
  ‫القماش أو الجلد أو الكتان‪،‬‬      ‫فليس قو ًل مرس ًل بالمرة‪،‬‬       ‫أحسن الزملاء للأمانة‪،‬‬
    ‫وأومأت إلى أن موضوع‬        ‫وفي يوم أبعد من أيامنا هذه‪،‬‬      ‫لكن طريقتي كانت فريدة‬
                                 ‫اكتشف الأثري الإنجليزي‬       ‫وفهمي للكرة كان مستقي ًما‪،‬‬
‫الكرة كان ذا أنفاس مسموعة‬                                         ‫وكثيرون بالجوار كانوا‬
     ‫في تلك العصور‪ ..‬وعلى‬             ‫الرائد «فلندرز بتري»‬     ‫يحبذون قدراتي ويهتشون‬
                                 ‫(‪ )1942 -1853‬مقبرة في‬           ‫لمرآي‪ ،‬أما المجموعة التي‬
   ‫ذلك فنحن أصل الكرة‪ ،‬ما‬       ‫مدينة نقادة التابعة لمحافظة‬       ‫كانت بلصقي‪ ،‬ولا زلت‬
  ‫لم تثبت الاكتشافات الآتية‬    ‫قنا بالجنوب المصري‪ ،‬المقبرة‬    ‫أذكرها بالأسماء والعناوين‪،‬‬
 ‫حقيقة مغايرة‪ ،‬إلا أن اللعبة‪،‬‬    ‫كان فيها طفل معه مجسم‬        ‫فقد ضمت موهوبين رائعين‬
‫فيما رأيت كمهتم بمسيرتها‪،‬‬      ‫من عارضات خشبية وخمس‬           ‫في اللعبة‪ ،‬بعضهم كان يجب‬
 ‫عمومية فوق العادة ومحبذة‬      ‫كرات‪ ،‬يرجع تاريخها ‪5000‬‬       ‫أن يطاوع الوطن في الفريضة‬
   ‫فوق العادة فلم تخل منها‬                                    ‫المركزية فيذهب إلى القاهرة‪،‬‬
                                   ‫عام إلى الماضي السحيق‪.‬‬    ‫ويجري اختبارات بناد معتبر‬
     ‫حضارة من الحضارات‬             ‫لعل ذلك الاكتشاف كان‬          ‫من أندية الدوري الممتاز‪،‬‬
      ‫تقريبًا على مر الأزمنة‪.‬‬  ‫الأوضح والأهم‪ ،‬وإن لم ينف‬       ‫ليبدأ رحلة يناديه قطارها!‬
  ‫في وقت أقرب من الفراعنة‬         ‫اكتشافات أخرى واضحة‬              ‫نحن‪ ،‬المصريين‪ ،‬تعني‬
    ‫إلى وقتنا الحاضر بآلاف‬          ‫ومهمة في ذات الإطار‪..‬‬        ‫الكرة بالنسبة لنا فريقي‬
    ‫السنين‪ ،‬مع دخول الكرة‬                                        ‫الأهلي والزمالك‪ ،‬الأبيض‬
   ‫العالمية المعروفة إلى مصر‬                                       ‫والأحمر‪ ،‬ونحن نشبه‬
                                                                  ‫الناديين العريقين شب ًها‬
                                                             ‫كبي ًرا‪ ،‬نشبههما في كل شيء‬
                                                              ‫ومن كل ناحية‪ ،‬بل يمكن أن‬
                                                                ‫يجري باحث نابه تأري ًخا‬
                                                                 ‫اجتماعيًّا مده ًشا لبلادنا‬
                                                               ‫من خلال علاقتنا بهما‪ ..‬لا‬
                                                             ‫يستطيع أن ينزعهما من قلبنا‬
                                                                ‫نازع‪ ،‬ومن قبل تكلم أحد‬
                                                               ‫الكتاب المفكرين عن عجيبة‬
                                                             ‫الحرص البالغ عليهما؛ بحيث‬
                                                                  ‫يستطيع المصري تغيير‬
                                                                 ‫هويته ودينه‪ ،‬وتفاصيله‬
                                                                ‫الحياتية كلها لو أراد‪ ،‬ولا‬
   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170