Page 161 - merit 51
P. 161
159 الملف الثقـافي
نقطة تقاطع مثيرة للجدل بين السياسي في حدوث علاقة السياسي ،يبرز التماثل
سردية الألتراس وسردية التوتر فيما بينهما عبر الأبرز في سمتين :الأولى آلية
الجماعة لها .كلا الطرفين
يعزوان التصدي للاعتداء تقلبات مسار ثورة يناير 25 اتخاذ القرار في المجموعة/
على الميدان والمعتصمين وتحت ضغط توتر أحداثها؟ الجماعة عن طريق دائرة
-ومن ثم على ثورة يناير-
الألتراس والأخوان: ضيقة من المسئولين الذين
إلى أفراده وعناصره .ويشيد صراع واختراق يمتاوزن بعقلية ذات سمات
من خلال ذلك بدوره الحاسم
في نجاح الثورة بفضل قدرة ربما يكون من أكثر الدلائل أيديولوجية فائقة ،عقلية
الواقعية على علاقة التماثل ألتراس أو عقلية إسلام
أعضائه التنظيمية وخبرتهم من حيث البنية الأيديولوجية سياسي قوية .والثانية سمة
في مواجهة العنف بشكل السمع والطاعة والحذر من
جماعي منظم. والتنظيمية بين مجموعة التصرفات الفردية التي
لكن سردية موقعة الجمل الألتراس وجماعة الإسلام يدين بها منتسبا الألتراس
المتماثلة لا تتعلق بغير السياسي ،هو ذلك الاختلاط والإسلام السياسي على
وجه واحد فقط من وجوه
بين السردية التآمرية السواء لتلك المجموعة
خبرات التماثل بين الفريقين. لمجموعات الألتراس القيادية الضيقة.
وتبقى الخبرة الأهم هي
خبرة المواجهة والنزاع والسردية التآمرية لجماعة ولعل عبارة من كتاب
الإخوان بخصوص ثورة 25 «الألتراس» (صادر )2011
التي عكستها موقعة قصر يناير .وتعدي هذا الاختلاط -لمؤلفه «محمد جمال بشير»
الاتحادية .وهي موقعة إلى تنازع الرؤى بخصوص
عضو الألتراس الوحيد
انبنت على اعتداء عناصر بعض مفاصل الأحداث. الذي قام بتأليف كتاب
جماعة الاخوان على الثوار على رأس تلك المفاصل عنه -يمكنها أن تختصر
المعتصمين عند أسوار قصر يأتي حدث «موقعة الجمل» تلك العلاقة ،يقول «بشير»:
الاتحادية .وعكست المواجهة التي دارت رحاها في ميدان «فرد الألتراس يعمل في
التي حدثت بين الألتراس التحرير خلال أيام ثورة الظلام ليوفر النور والطاقة
وميليشيا الإخوان بعدها عن يناير .كان الغريم فيها هو لباقي مجموعته ،يخفي
تطابق التنظيم والخبرة في أنصار نظام مبارك الذين نفسه وهويته وكيانه من
قتال الشوارع ومواجهات حاولوا اقتحام الميدان عنوة أجل مجموعته ،ينسى أصله
والاعتداء على المعتصمين ومهنته ومكانته من أجل
العنف. فيه بعد خطبة عاطفية ألقاها شيء واحد (اسم ناديه)».
في موقعة قصر الاتحادية الرئيس «حسني مبارك» ولعل ذلك ما يمكن أن يوافق
كان بوسع المراقب أن يرى أعرب فيها عن استجابته عليه ويدعيه بحذافيره
لمطالب الثوار وأثارت تعاطف كثير من المنتمين لجماعات
بعينيه المجردتين نفس الإسلام السياسي فيما
التكتيكات القتالية تتكرر على غالبية المصريين. يتصل بعلاقتهم بجماعاتهم
الجانبين بنفس الوتيرة على أدى الاعتداء كما نفذه أنصار
الدينية.
التبادل .صفوف ضاربي الرئيس على المعتصمين إلى لكن السؤال الذي يطرحه
الأحجار وحاملي الدروع انقلاب دفة هذا التعاطف
تتحرك بشكل جماعي على لمصلحة الثوار .ولا تزال هذا المقال يتعلق بقيمة
الجانبين ،زوايا الهجوم موقعة الجمل حتى اليوم علاقات التماثل بين مجموعة
والضربات المدروسة الألتراس وجماعة الإسلام