Page 157 - merit 51
P. 157

‫‪155‬‬          ‫الملف الثقـافي‬

‫خيرت الشاطر‬  ‫محمد البلتاجي‬     ‫محمد جمال بشير‬                   ‫الشرقية‪ .‬وعلى الأخص في‬
                                                               ‫دولة «صربيا» التي عرفت‬
 ‫ميزت العلاقة بين ألتراسات‬     ‫يوم ‪ 2012 /2 /1‬وأدت إلى‬       ‫فيها روابط الألتراس ‪-‬الأقدم‬
   ‫النوادي المختلفة‪ .‬وما يعد‬   ‫مقتل ‪ 74‬من أعضاء ألتراس‬         ‫تاريخيًّا‪ -‬وض ًعا شبي ًها من‬
      ‫ملغ ًزا هو أن فرضيات‬      ‫أهلاوي وألتراس “ديفيلز”‬       ‫جهة علاقتها بأجهزة الدولة‬
  ‫المؤامرة بخصوص مذبحة‬          ‫المرتبط به‪ .‬وهو حدث أمكن‬
                                ‫للكثيرين إدانة الشرطة فيه‬        ‫الأمنية‪ ،‬ومن جهة العداء‬
‫بورسعيد لا يسعها إلا إغفال‬                                    ‫المتبادل بين روابط الألتراس‬
    ‫العداء بين روابط ألتراس‬      ‫بالتهاون والتراخي اللذين‬
     ‫الفرق المختلفة وبعضها‬        ‫يمكن عزوهما إلى العنف‬         ‫وبعضها البعض كذلك‪ .‬في‬
                                ‫والتوتر اللذين ميزا العلاقة‬       ‫نفس الوقت الذي عرفت‬
‫البعض‪ ،‬وهو ما بدا بوضوح‬            ‫بين الشرطة والألتراس‬
     ‫شديد في الهتافات التي‬                                     ‫فيه دولة «صربيا» أوضا ًعا‬
                                      ‫وأعاق تدخلها بدون‬            ‫سياسية شبيهة وأقدم‬
 ‫تبودلت خلال مباراة الأهلى‬       ‫حاجة إلى فرضية مؤامرة‪،‬‬
‫والمصري في ستاد بورسعيد‪.‬‬        ‫بالإضافة إلى حالة الشرطة‬       ‫تاريخيًّا فيما بين الحركات‬
 ‫بعد تصاعد منذر بالخطورة‬       ‫المضعضة في أعقاب انهيارها‬            ‫السياسية الجماهيرية‬
                                  ‫خلال أحداث ثورة يناير‪.‬‬
 ‫قبل عقد المباراة‪ ،‬الأمر الذي‬                                   ‫فيها والحركات السياسية‬
 ‫يثبته إطلاق ألتراس الزمالك‬          ‫وعلى العكس‪ ،‬لا يمكن‬            ‫الجماهيرية في مصر‪.‬‬
  ‫(وايت نايتس) لبيان سماه‬          ‫مناقشة حدث مؤلم مثل‬             ‫وعلى الرغم من أن هذا‬
  ‫«تصحيح المسار»‪ ،‬دعا فيه‬       ‫مذبحة بورسعيد بعي ًدا عن‬             ‫التشابه أفرز صلات‬
                                 ‫سياقه الأصلي‪ ،‬وهو حالة‬
   ‫كل روابط تشجيع الأندية‬       ‫العنف والتوتر التي سادت‬      ‫مشبوهة ومعروفة بين بعض‬
 ‫الأخرى (الألتراس) إلى ترك‬        ‫الشارع المصري‪ ،‬مقترنة‬           ‫الحركات السياسية هنا‬
                                  ‫بحالة العداء الشديد التي‬
   ‫العداء فيما بينها‪ ،‬والعودة‬                                 ‫وهناك دعمتها جهات دولية‬
     ‫مرة أخرى إلى المنافسة‬                                    ‫سياسيًّا وماليًّا‪ ،‬لكن الحقيقة‬

  ‫الرياضية داخل المدرجات‪.‬‬                                         ‫التي لا يمكن إغفالها أن‬
                                                             ‫التماثل لا يتعدى كونه إفرا ًزا‬

                                                               ‫طبيعيًّا من إفرازات العولمة‪،‬‬
                                                               ‫وهي الظاهرة الأشمل التي‬
                                                             ‫تشاطرت بموجبها مجتمعات‬
                                                                ‫كثيرة حول العالم ‪-‬إن لم‬

                                                                 ‫يكن كل مجتمعات العالم‬
                                                                ‫تقر ًيبا‪ -‬أوضا ًعا وظواهر‬

                                                                                 ‫شبيهة‪.‬‬
                                                                 ‫مرو ًرا بفرضيات مؤامرة‬
                                                                ‫نقيضة تربط بين الأحداث‬
                                                                ‫والصراعات المختلفة التي‬
                                                             ‫خاضتها مجموعات الألتراس‬
                                                               ‫وبين أصابع خفية تعزوها‬

                                                                   ‫إلى «الدولة العميقة» أو‬
                                                             ‫أصابع أجهزة الأمن المصرية‪.‬‬

                                                                   ‫على رأس تلك الأحداث‬
                                                               ‫أحداث «مذبحة بورسعيد»‬
   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162