Page 175 - merit 51
P. 175
173 الملف الثقـافي
إدواردو غاليانو حسن أوريد روديارد كيبلنغ العربيين .ارتفع منسوب
الثقة في الذات وتقديرها بعد
السياق -أن أذكر على سبيل الشرق “الغرائبي والمختلف الاستيثاق من إمكانية النجاح
التناظر ما كتبه لويس كارول عن دار الإسلام خلال القرن في التنظيم الأرفع والأروع
) (Lewis Carrollفي الفصل
العاشر الميلادي -وبعد لمحفل تتباهى باحتضانه
السابع من سردية «آليس أن شاهد الطقوس الدينية الأمم ،وتضاعفت هذه الثقة
عبر المرآة» ،إذ قال وحيد الهندوسية المحلية هنالك،
القرن في مشهد حواري: وذاك التقدير بعدما أبلى
علق قائ ًل“ :إذا كان ما المنتخب المغربي بلا ًء بطوليًّا
«كنت أعتقد أن الأطفال يؤمنون به مختل ًفا عما نؤمن
وحوش خرافية! هل هي به ،حتى وإن بدا ذلك بغي ًضا في مسرح المنافسة على
كائنات حية؟» .ثم نظر إلى انتزاع اللقب الأسنى ،ودونه
«آليس» نظرة محتقرة ،وقال: للمسلمين ،فليس لدي ما
«تكلمي أيتها الطفلة» .لم أقوله سوى التالي :إن هذا احتلال الدرجات المتقدمة
تتمكن «آليس» من مقاومة هو ما يؤمن به الهندوس، في سلم ترتيب المنتخبات
الرائدة .انقشع الأفق رحيبًا
ابتسامة ارتسمت على وتلك طريقتهم الخاصة بعدما أزيحت رمز ًّيا ونفسيًّا
شفتيها ،فقالت« :هل تعلم؛ في رؤية الأشياء”( .)6هذه غيوم دكناء طالما ظلت جاثمة
أنا أي ًضا كنت أعتقد أن وحيد -لا شك -ومضة مستنيرة أزمنة مديدة وعقو ًدا عديدة
القرن وحش خرافي! لم أر من البيروني .بل لعلها من على أحلامنا ببطانة من ظلام
فرائد الومضات النادرة في وإعتام ..بعد هذه اللحظات
من قبل واح ًدا قط» .قال تاريخ النظر إلى الاختلاف المتوهجة ،هل يحتاج العربي
وحيد القرن« :حسنًا ،الآن بوصفه “ح ًّقا” للآخر ،لا حين يكون مرفوع الهامة
وقد رأى كل منا الآخر ،لو بوصفه “وص ًما” .ولعله
آمنت بوجودي ،فسأومن من المفيد أي ًضا -ضمن هذا موفور الكرامة راس ًخا
شام ًخا إلا أن تستنهض
همته ،وتستوفز عزيمته،
وتستظهر إرادته ،كي يكتب
بحبر الفخر أن الحلم العربي
قد حطم القمقم واستيقظ في
قطر..
-2الحق العربي في
الاختلاف
قبل أن توصم الثقافة
العربية الإسلامية ومجالها
التداولي –جراء سوء فهم-
بـ”الانغلاق” و”رفض
الآخر” ،أذكر أن العالم
الموسوعي المسلم محمدا
بن أحمد البيروني كان قد
زار الهند -لعلها كانت تمثل