Page 35 - merit 51
P. 35
33 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
يعتبر الفيلسوف الألماني
وعالم الجغرافيا
إرنست كاب* أول
من استخدم عبارة
«فلسفة التكنولوجيا»،
في كتابه تحت عنوان:
أسس فلسفة التقنية
Foundations
of technology
philosophyعام .1877
وبصفة عامة يمكننا القول
إن فلسفة التكنولوجيا
هي محاولة لفهم
طبيعة التكنولوجيا،
وفهم تأثيرها في البيئة
إرنست كاب جون ديوي جونتر أندرس والمجتمع والوجود
الإنساني.
ظهرت فلسفة
حول طبيعة العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، التكنولوجيا كمجال مستقل للبحث الفلسفي في
فالمشكلة الأساسية عند هايدغر** ،في كتابه
النصف الثاني من القرن التاسع عشر ،وتجسد
«حول المسألة التقنية» ،كانت عدم وضوح طبيعة
التكنولوجيا في جوهرها مما وصفها بأنها الخطر العديد من المناهج مثل التقاليد الفلسفية .بعضها
العظيم ،بنفس الوقت ذو إمكانيات ضخمة. أكثر «نظرية» ،والبعض الآخر أكثر «تطبيقية».
كما أنتج الفكر المعاصر العديد من الأنساق
المعرفية على مدى العقود الأخيرة من القرن يركز بعض المفكرين أكثر على تأصيل المفاهيم
العشرين ،حيث حققت مجالات البحث «منعط ًفا
تجريب ًّيا» ،فح َّولت تركيزها من دراسة التكنولوجيا التي يمكننا من خلالها فهم التكنولوجيا ،والبعض
كظاهرة واسعة إلى دراسة التقنيات الفعلية في
الآخر يركز أكثر على التنظير وتقييم الأدوار
علاقاتها التفصيلية مع العلوم ،ومع البشر،
ومع المجتمع .وبد ًل من تطوير النظريات حول الاجتماعية والثقافية للتكنولوجيا وأثرها على
التكنولوجيا بشكل عام ،بدأت تأخذ التقنيات الفعلية
كنقطة انطلاق للتفكير الفلسفي ،ومن أهم الفلاسفة العلاقات الاجتماعية.
المعاصرين المهتمين بفلسفة التكنولوجيا جان
بودريار ،ألبرت بورجمان ،جورج غران ،يورغن تدرس فلسفة التكنولوجيا طبيعة التكنولوجيا
هابرماس .وعلى مدى العقود الماضية ،نشرت
مجموعة من الكتب والدوريات حول مواضيع وعلاقاتها بالمجتمع .لها فروع مختلفة ،تركز
الفلسفة التكنولوجية منها :بحوث في الفلسفة
والتكنولوجيا (مجلة جمعية الفلسفة والتكنولوجيا، على سبيل المثال على أخلاقيات التكنولوجيا ،وعلى
العلاقات بين العلم والتكنولوجيا ،وعلى العلاقات
بين الإنسان والتكنولوجيا ،أو الأبعاد السياسية
للتكنولوجيا .من أهم الفلاسفة البارزين الذين
تطرقوا لفلسفة التقنية في وقت مبكر من القرن
العشرين هم :جون ديوي ،مارتن هايدغر،
هربرت ماركيوز ،غونتر أندرس ،حنة أرندت.
حيث رأوا جميعهم أن للتكنولوجيا دور محوري
في الحياة الحديثة .إلا أن كل من هايدغر ،أندرس،
أرندت وماركيوز كانوا أكثر ترد ًدا وش ًّكا من ديوي