Page 240 - merit 54
P. 240

‫العـدد ‪54‬‬                               ‫‪238‬‬

                              ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬                        ‫دخل الشيعة في علاقات من‬
                                                                ‫القلق مع السلطات الحاكمة‪،‬‬
  ‫صبا ًحا»‪ ،‬هذا بالإضافة إلى‬  ‫يردها على أحد من أمة محمد‬        ‫وقد أدى ذلك لإنتاج مجموعة‬
‫استخدام العديد من الدعايات‬    ‫صلى الله عليه وسلم غيري»‪.‬‬         ‫من الدعاية التي استخدموها‬
 ‫بين العامة حتى تتكاتف مع‬                                       ‫للترويج لمذهبهم بين العامة‪،‬‬
                                  ‫وهذا ما يذكرنا بما روي‬        ‫بداية مما استخدمه عبد الله‬
  ‫المأساة الحسينية‪ ،‬فقد ورد‬     ‫في العهد القديم عند اليهود‬     ‫بن سبأ من تأليهه للإمام علي‬
 ‫في العديد من الأحاديث التي‬    ‫من أسطورة وقوف الشمس‬
  ‫ينتهي سندها للأئمة الانثي‬    ‫لـ(يوشع بن نون)‪ ،‬والهدف‬              ‫بن أبي طالب في حياته‪.‬‬
                                ‫من تلك الدعاية هي الإلحاح‬            ‫كما لعبت «الأسطورة»‬
   ‫عشر إباحة مجالس العزاء‬       ‫على أن الله وقدرته تتجسد‬       ‫والخيال دو ًرا ها ًّما في تشكيل‬
 ‫واللطم والبكاء‪ ،‬منها ما ورد‬    ‫في الأبطال أمثال الإمام عليٍّ‬    ‫وعي العامة عن علي بن أبي‬
 ‫عن الإمام الصادق «من ذكر‬      ‫بن أبي طالب‪ ،‬كما أنها دليل‬          ‫طالب‪ ،‬منها أسطورة منع‬
  ‫مصابنا وبكي لما ارتكب منا‬                                         ‫الله الشمس من الغروب‬
                                   ‫على نفي الصفة البشرية‬       ‫حتى يصلي الإمام عليٍّ صلاة‬
    ‫كان معنا في درجتنا يوم‬     ‫عنه وجعله مقار ًبا للآلهة أو‬       ‫العصر‪ ،‬فقد روى الشيعة‬
   ‫القيامة»‪ ،‬ومثل «وعلى مثل‬                                       ‫«إن الولاية التكوينية ثابتة‬
  ‫الحسين فليب ِك الباكون فإن‬               ‫أنصاف الآلهة‪.‬‬        ‫للرسول والأئمة المعصومين‬
 ‫البكاء عليه يحط من الذنوب‬     ‫ومن الدعاية التي استخدمها‬        ‫عليهم السلام‪ ،‬فلا استغراب‬
                                                               ‫في رد الشمس لأمير المؤمنين‬
                  ‫العظام(‪.)5‬‬         ‫الشيعة أي ًضا للترويج‬     ‫عليٍّ بن أبي طالب مرتين‪ ،‬مرة‬
  ‫كما استخدم الشيعة تأويل‬     ‫لمذهبهم توضيح دور الظواهر‬        ‫في زمن الرسول وأخرى بعد‬
 ‫آيات القرآن لأغراض دعائية‬                                     ‫رجوعه من معركة النهروان‪،‬‬
   ‫تهدف إلى الترويج لمذهبهم‬      ‫الطبيعة في تثبيت مذهبهم‪،‬‬         ‫ونسبوا إلى الإمام عليٍّ أنه‬
 ‫بين العامة‪ ،‬على سبيل المثال‬    ‫واستقطاب أنصار لهم عبر‬             ‫قال إن الله تبارك وتعالى‬
                                                                ‫ر َّد عليه الشمس مرتين ولم‬
    ‫قول الله تعالى‪« :‬وفديناه‬      ‫مظلومية حادثة «كربلاء»‬
   ‫بذبح عظيم»‪ ،‬فقد ُنقل عن‬        ‫والأساطير التي انتشرت‬
  ‫«الإمام الرضا» أن المقصود‬      ‫عقب مقتل الإمام الحسين‬
   ‫بالذبح العظيم في الآية هو‬       ‫مثل ما روي عن «الإمام‬
   ‫الحسين‪ ،‬على الرغم من أن‬         ‫الصادق» جامع أحاديث‬
‫مقصود الآية خاص بإبراهيم‬      ‫الشيعة حيث قال‪« :‬إن السماء‬
   ‫خليل الرحمن وابنه‪ ،‬وآية‬        ‫بكت على الحسين أربعين‬
    ‫«فخرج منها‬
  ‫خائ ًفا يترقب»‪،‬‬

        ‫والتي تم‬
   ‫استخدامها في‬
  ‫الإمام الحسين‬

     ‫بن عليٍّ لدى‬
‫انتقاله من المدينة‬

    ‫إلى مكة‪ ،‬رغم‬
  ‫أن الآية خاصة‬

    ‫بهروب النبي‬
‫موسى من مصر‪،‬‬

    ‫إلا أنه قد تم‬
    ‫اعتبار خروج‬
   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245