Page 235 - merit 54
P. 235
الملف الثقـافي 2 3 3
لترسخ في نفوس الجماهير مليؤون بالعاطفة والقناعات واليوم هم ضحايا أفكار
كحقيقة بديهية. التي تدفعهم بالتضحية فلسفية واجتماعية .إن الأوهام
-العدوى :هي القدرة بمصالحهم الشخصية وبكل قادرة على توزيع الوعود
الخارقة للجماهير على نقل ما يملكون إذا لزم الأمر بتحقيق السعادة للإنسان،
تلك الأفكار بطريقة ذاتية فيما والجماهير على استعداد لأن
بينهم ،فأفراد الشعب يتأثرون لتحقيق غاياتهم ،إنهم أصحاب تدير ظهرها للحقائق إذا كانت
إرادة ،والجماهير الفاقدون تزعجهم ويفضلون عليها
تأثي ًرا مباش ًرا ببعضهم لكل إرادة يتجمعون حول الخطأ ،ومن يبيع الوهم قادر
البعض ،والفرد أقل عقلانية من يملكها لكي يقودهم على أن يكون السيد ،ومن
وتغلب عليه العاطفة عندما إلى ما يبتغون .القائد يبث يبصر الجماهير على الحقائق
يكون بين أقرانه من الأفراد الإيمان في روح الجماهير من الممكن أن يكون ضحيتهم.
فتتضاعف قوتهم عشرات ثالثًا التجربة :المنقذ من عامل
الآخرين. الوهم وهي تمثل القدرة على
إن الوسائل الثلاث التي المرات ليصنعوا أحداث التاريخ إفاقة الجماهير ،كما أنها قادرة
ذكرناها تمتلك قوة كبيرة الكبرى. على زرع الحقائق في روح
نتيجة الاحترام والهبة التي الجماهير .وهذا كله لا يعني
تكتسبها في نفوس الجماهير، لكن القادة الحقيقيون نادرون، أن عواطف الجماهير دائ ًما ما
فهي تمتلك جاذبية ساحرة لا وفي يومنا هذا أصبح محرك تؤدى إلى الانهيار ،فالشرف
يمكن تفسيرها إلا من خلال والتفاني والإيمان وقيمة المجد
الجماهير قائد افتراضي مكون والانتماء للوطن تمثل أكبر
العواطف. من السوشيال ميديا والإعلام
عوامل بناء الحضارات.
ساد ًسا :الجمهور الزائف الذي يصنع عبارات
المحرك الحقيقي للأمور وكلمات وصو ًرا تشكل آراء راب ًعا :كيفية تحريك
الجماهير
إن عقائد الجماهير وآرائها الجماهير وتزيف وعيهم.
تشكل طبقتين متمايزتين، بعد معرفة العوامل المؤثرة في
فمن جهة هناك عقائد إيمانية خام ًسا :وسائل إقناع تكوين آراء الجماهير ننتقل
كبرى ترتكز على حضارة الجماهير إلى كيفية تحريك الجماهير،
كاملة ،وهناك الأفكار العابرة وهناك محركين للجماهير
التي تنفذ إلى روح الجماهير إن وسائل تحريك الجماهير
بسهولة ولكنها من الصعب أن وإقناعها تتمثل في ثلاث هما «القائد الحقيقي» و»القائد
تصبح عقيدة دائمة ،وما إن أساسية ،هي كالاتي: الافتراضي».
تتحول إلى عقيدة يصبح من
الصعب العبث معها وتغييرها -التأكيد :التأكيد المجرد من القائد :القيمة العليا لتحريك
إلا من خلال الثورات العنيفة أي تفكير عقلاني لزرع أفكار الجماهير ،فعندما نقول
بعد أن تفقد هيمنتها على
النفوس .وفوق تلك العقائد معينة في روح الجماهير، جماهير فلا بد من قائد لهم
هناك بعض الآراء المتحركة بعض المبادئ يتم تأكيدها يستطيع أن ينظمهم ويوجههم
للجماهير التي تولد وتموت بواسطة محركي الجماهير عن نحو الهدف .إن القادة ليسوا
طريق الإعلان عنها وطرحها دائ ًما رجال فكر ،بل هم رجال
باستمرار. بوصفها لا تقبل المجادلة ولا ممارسة وانخراط وتطبيق ،هم
نتيجة لذلك أصبحت آراء مولودون من رحم الجماهير،
النقاش.
-التكرار :الإعلان عن أفكار
ومبادئ معينة لا يحدث تأثي ًرا
إلا من خلال التكرار عن طريق
الكلمات والشعارات الرنانة