Page 237 - merit 54
P. 237
الملف الثقـافي 2 3 5 الدعاية وأثرها على الوعي.. هي «محاولة التأثير في مصطلح الدعاية
المذهبان السني والشيعي نموذجً ا عقول الجماهير ونفوسهم من المصطلحات
سيد مهران* التي حظيت باهتمام
يعتبر والسيطرة على سلوكهم العديد من المفكرين
لأغراض مشكوك فيها وذلك عقب الحرب العالمية
الأولى والثانية ،على أساس أن
في مجتمع معين وزمان الإعلام أو الاتصال بالناس
معين»(.)3 هو الوسيلة الوحيدة لإيجاد
طرق للتفاهم بين الحاكم
مجمل الأمر من خلال ما والمحكوم منذ أقدم العصور،
استعرضناه من تعريفات وخاصة أن حاجة الحاكم
عن مفهوم الدعاية ،من إلى ذلك أشد من حاجة
أنها قد تخضع للتحكم في المحكومين ،فعندما يستهدف
وعي وسلوك الأفراد سواء
باستخدام أساليب عاطفية أي حاكم استهواء الناس
أو غير عقلانية ،للوصول إلى والتأثير في نفوسهم وعقولهم
هدف معين ،حتى لو ارتبطت لأغراض خاصة فإن النشاط
الدعاية لهذا الهدف بالكذب، الإعلامي المستخدم في التأثير
الدعاية في نهاية الأمر هي
وسيلة من وسائل حرمان على عقول العامة يسمى
الناس من القدرة على التفكير حينئذ (دعاية).
بشكل منطقي وعقلاني،
وذلك من خلال استخدام وهناك العديد من التعريفات
للدعاية مثل ما أورده «كاتلر»
الأكاذيب والخرافات
والأساطير. بأن الدعاية هي «المحاولة
المقصودة التي يقوم بها فرد
ولهذا ارتبطت نشأة الدعاية
في صدر الإسلام في تشكل أو جماعة من أجل تشكيل
الفكر الشيعي والسني مع اتجاهات جماعات أخرى أو
الدعاية السياسية لكل من
المذهبين ،وخاصة منذ أحداث التحكم فيها ،أو تغييرها،
وذلك عن طريق استخدام
الفتنة الكبرى التي حدثت وسائل الاتصال ،والهدف من
عقب مقتل الخليفة عثمان بن ذلك ،هو أن يكون ر ُّد فعل
أولئك الذين تعرضوا لتأثير
ع َّفان وما تلاه من أحداث الدعاية في أي موقف من
أثرت في تشكل وعي المجتمع المواقف هو نفسه رد الفعل
الذي يرغبه الداعية»( ،)1أما
الإسلامي بجميع طوائفه. «توميس» فيعرف الدعاية
بأنها «إثارة الرأي العام على
الدعاية إلى سلطة نطاق واسع بغرض نشر
الإجماع وعقيدة الجبر الأفكار دون اعتبار صدقها
أو دقتها»( ،)2في حين يرى
الإلهي
والتر ليبمان أن الدعاية
بولاية الإمام عليٍّ الخلافة
بعد مقتل عثمان انتقل زمام