Page 248 - merit 54
P. 248

‫العـدد ‪54‬‬                                 ‫‪246‬‬

                                    ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬                         ‫في أغلفتك بشكل يجعلها‬
                                                                                    ‫متشابهة؟‬

‫مجاله‪ ،‬فإذا كان الله ‪-‬وهو البديع‬                             ‫أحمد زكي‬        ‫لن تصدق أنني تعاملت مع‬
    ‫الأكبر‪ -‬كان في إبداعه بعض‬                                               ‫أغلفة الكتب ‪-‬منذ تخرجي‪-‬‬
                                        ‫بينه وبين السقوط في دائرة‬       ‫كملعب جانبي أتعلم فيه المهارات‬
  ‫التشابه والتكرار لدرجة دفعت‬            ‫التشابه والتكرار والإفلاس‬      ‫التصميمة‪ ،‬وليس كعمل أساسي!‬
    ‫العامة لقول (يخلق من الشبه‬       ‫الفني هو مسئولية الناقد العابر‬        ‫ثم أصبح بمرور الوقت عم ًل‬
‫أربعين)‪ ،‬فاذا جاز هذا على الله ألا‬     ‫غير المتأني‪ ،‬وإلا لقلنا إن عمر‬  ‫مواز ًيا ‪-‬جنبًا إلى جنب‪ -‬لتصميم‬
                                    ‫خيرت بشخصيته الفنية الفريدة‬             ‫الصحف والمجلات‪ ،‬ثم تطور‬
       ‫يجوز على مبدع بشري؟!‬           ‫أصبح متكر ًرا أو أفلس‪ ،‬أو أن‬            ‫الوضع ليكون بط ًل وعم ًل‬
 ‫تقابلني مشكلات كثيره في إنتاج‬       ‫موسيقيًّا كبي ًرا كبليغ حمدي أو‬   ‫رئيسيًّا‪ ،‬بعد أن توقفت المطبوعات‬
                                       ‫سيد مكاوي أو جمال سلامة‬          ‫الصحفية عن الصدور‪ ،‬أو تراجع‬
   ‫غلاف جميل أرضى عنه‪ ،‬منها‬
‫مث ًل تو ُّقع المؤلف لشكل الغلاف‪،‬‬         ‫كانوا يكررون أنفسهم في‬                 ‫الاهتمام المجتمعي بها‪.‬‬
                                       ‫أعمالهم المتعاقبة‪ ،‬لمجرد أنهم‬     ‫تح َّول السنيد إلي بطل والهامش‬
    ‫فالمؤلف الذي يمتلك تخي ًل ما‬     ‫صنعوا لأنفسهم شخصية تميز‬
 ‫لشكل الغلاف لن يرضى أب ًدا إلا‬        ‫موسيقاهم‪ ،‬وعاشوا ين ِّو ُعون‬        ‫إلى متن أحبه وأعشقه وأعطيه‬
 ‫بما يقارب خياله أو توقعه‪ ،‬فإذا‬       ‫ويبد ُعون في إطار شخصياتهم‬        ‫وقتي ونضجي وخبرتي‪ ،‬أحاول‬
                                                                       ‫أن أزيل الفارق بين الفن التشكيلي‬
    ‫اصطدم بمصمم له شخصية‬                    ‫التي حفروها وميزتهم‪.‬‬
‫فنية‪ ،‬يتسع الخلاف وتبدأ المعركه‬            ‫هذا لا ينفي وجود بعض‬                ‫وتشكيل الكتل والعناصر‬
‫الأولى‪ ،‬ونصيحتي للمؤلفين دائ ًما‬       ‫التكرارات في أعمال أي مبدع‪،‬‬          ‫البصرية في تصميم الغلاف‪،‬‬
                                    ‫سواء كاتب أو موسيقي أو فنان‬        ‫ليصبح كل غلاف لوحة تشكيلية‪،‬‬
   ‫على مدار أكثر من ثلاثة عقود‪:‬‬     ‫تشكيلي‪ ،‬فهذا أمر طبيعي خاصة‬             ‫أو أقرب لبوسترات الأفلام‪.‬‬
 ‫اترك التصميم الذي صدمك لأنه‬        ‫أذا كانت سنوات المبدع طويلة في‬
 ‫خالف توقعك يو ًما أو بعض يوم‬                                                  ‫أراهن في تصميماتي على‬
  ‫بعي ًدا عنك‪ ،‬ثم عد إليه بعد ذلك‪،‬‬                                          ‫وعي المتلقي الذي يفرق بين‬
                                                                           ‫الشخصية الفنية والتكرار أو‬
                                                                          ‫الإفلاس‪ ،‬فالذي يعتبره العابر‬
                                                                         ‫أو غير المدقق تشاب ًها أو تكرا ًرا؛‬
                                                                         ‫يصنفه الراسخون في الفن بأنه‬
                                                                            ‫حفر لشخصية فنيه متميزة‪،‬‬
                                                                         ‫النجاح الحقيقي ليس أن تصمم‬
                                                                             ‫غلا ًفا جمي ًل ‪-‬فقط‪ ،-‬وإنما‬
                                                                            ‫إن تصنع لنفسك ‪-‬في الوقت‬
                                                                           ‫نفسه‪ -‬شخصية فنيه تميزك‬
                                                                           ‫وتمنحك تفو ًقا على غيرك‪ ،‬أن‬
                                                                       ‫ُي ْع َرف تصميمك من دون أن توقع‬
                                                                            ‫عليه‪ ،‬أن تش َّم رائحة المصمم‬
                                                                           ‫من خطوطه‪ ،‬تتعرف عليه من‬
                                                                         ‫أي جزء يظهر لك من التصميم‪.‬‬
                                                                        ‫هذا في رأيي هو النجاح‪ ،‬والخلط‬
   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252   253