Page 251 - merit 54
P. 251

‫‪249‬‬        ‫ثقافات وفنون‬

           ‫حوار‬

                         ‫لسؤاله‪ :‬ما الذي لفت نظرك‬

                         ‫فيها؟ كنت أريد أن أفهم وجهة‬

                         ‫نظره وأستبطن رؤيته لهذا الفن‪،‬‬

                         ‫وفوجئت أنه يقول لي‪ :‬لأنك‬

                         ‫أخدت كل الأخبار (هههههههه)‪،‬‬

                         ‫هل تتخيل أن التصميم الجميل‬

                         ‫من وجهة نظر رئيس تحرير في‬

                         ‫جريدة قومية كبرى أن تعبئ‬

                         ‫الصفحة وتهزها لكي تأخد أكبر‬

                         ‫قدر من الأخبار؟! معركتي معهم‬
                         ‫كانت عم ًل بطوليًّا وتاري ًخا من‬
                                   ‫مكافحة القبح!‬

                         ‫في مجلة سطور الثقافية كنت‬

                         ‫‪-‬في أواخر التسعينيات‪ -‬أقاتل‬

                         ‫من أجل المساحات البيضاء‪،‬‬

                         ‫لأن مسؤولي التحرير ليسوا‬

                         ‫مقتنعين بجدواها‪ ،‬فكنت أطبع‬

                         ‫لهم البروفات كما يريدونها‪ ،‬وقبل‬

                         ‫الطباعه أع ِّدل التصميمات وأضع‬
                         ‫مساحات بيضاء مسروقة منهم‪،‬‬
                         ‫تضيف للمتن جما ًل وراحة‪،‬‬

                         ‫وبعد سنوات اقتنعوا بأن سرقتي‬

                         ‫مشرو ٌع‪،‬‬  ‫فن ٌّي‬  ‫ح ٌّق‬  ‫للبياض‬
                          ‫“سارق‬    ‫لقب‬     ‫عليَّ‬  ‫وأطلقوا‬

                                           ‫البياض”‪.‬‬

                         ‫وفي حالة أخرى كنت مدي ًرا‬
                         ‫فنيًّا لمجلة الشباب‪ ،‬في أوائل‬
                         ‫التسعينيات‪ ،‬وكان يرأس‬

                         ‫تحريرها الأستاذ عبد الوهاب‬

                         ‫مطاوع الذي كان معرو ًفا‬

                         ‫بكراهيته للإخراج الصحفي! فقد‬

                         ‫كان يعتبره مضيعة للمساحات‬

                         ‫التي أولى بها الكتابة‪ ..‬هذا رأيه‪،‬‬

                         ‫كان يقول لي‪ :‬بصراحة أنا أبيع‬

                         ‫بالكتابة وليس بالاخراج‪ ..‬وقتها‬

                         ‫كان فارق السن والخبرة لا‬

                         ‫يسمح لي بإدارة معركه‪ ،‬وإنما‬

‫محمد صلاح‬                ‫سمح ‪-‬فقط‪-‬بانسحابي غير‬

                         ‫آسف على التجربة!‬
   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256