Page 256 - merit 54
P. 256

‫العـدد ‪54‬‬                                                  ‫‪254‬‬

                                                                                                             ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬  ‫محمد الحسين‬

 ‫«محمد علي فروغي»‬                                                                                                        ‫(العراق)‬
‫رجل السياسية والأدب‬

   ‫والحداثة في إيران‬

   ‫إنه فروغي الذي أنقذ إيران في‬     ‫التحري والبحث في زوايا التاريخ‬      ‫وقفنا عند اسم محمد‬                               ‫إذا‬
 ‫أخطر فتراتها العصيبة‪ ،‬إذ تقول‬      ‫للوقوف على الحقائق التي تكشف‬          ‫علي فروغي‪ ،‬عندها‬
‫بعض المصادر التاريخية إنه لولا‬       ‫لنا مراحل هامة من تاريخ ايران‬         ‫يكون الحديث عن‬
 ‫وجود محمد علي فروغي في ذلك‬                                                 ‫شخصية تاريخية هامة لها‬
 ‫الوقت لأسدل الستار على الملكية‬                            ‫الحديث‪.‬‬       ‫بصمة فارقة في مسار الأحداث‬
 ‫في إيران وانتهى حكم البهلويين‪،‬‬       ‫لقد لعبت هذه الشخصية دو ًرا‬
  ‫وهو ما اعترف به الشاه نفسه‪.‬‬          ‫بار ًزا في تاريخ إيران الحديث‪،‬‬   ‫السياسية والاجتماعية والثقافية‬
                                                                           ‫في إيران‪ ،‬فيكون من الصعب‬
    ‫لكن وجود فروغي على رأس‬               ‫حيث كان رئي ًسا للوزراء في‬
‫السلطة مكن البهلويين من الحكم‬         ‫مراحل تاريخية صعبة شهدتها‬          ‫تحديد بداية الحديث والانطلاق‬
                                    ‫إيران‪ ،‬فكان أول رئيس وزراء في‬       ‫من الممهدات‪ ،‬وإذا كانت توصف‬
                  ‫لولاية أخرى‪.‬‬         ‫ولاية رضا شاه‪ ،‬وآخر رئيس‬
    ‫فروغي هو الذي فتح الطريق‬          ‫وزراء أي ًضا‪ ،‬وهي المرحلة التي‬        ‫بأنها الشخصية الرمادية في‬
     ‫لمحمد رضا بهلوي للوصول‬                                                ‫التاريخ المعاصر لإيران‪ ،‬ومع‬
    ‫إلى سدة العرش دون متاعب‪،‬‬             ‫شهدت انتقال العرش الملكي‬         ‫اختلاف وجهات النظر والآراء‬
  ‫وهو الذي بادر بإخراج القوات‬         ‫البهلوي من رضا شاه‪ ،‬إلى ولي‬          ‫حولها‪ ،‬فإنه من العسير ج ًّدا‬
  ‫البريطانية والروسية من إيران‬        ‫العهد محمد رضا بهلوي‪ ،‬حيث‬          ‫أن نجد القول الفصل في بعض‬
  ‫وتحريرها وإعلان حياديتها في‬
‫أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وإلى‬      ‫بقي رئي ًسا للوزراء وفي وقت‬                          ‫مواطنها‪.‬‬
   ‫جانب ذلك يوصف بأنه عراب‬                ‫كانت فيه إيران تحت وطأة‬      ‫عندما نتناول شخصية محمد علي‬
                                        ‫الاحتلال البريطاني من جهة‬
                                          ‫والروسي من جهة أخرى‪.‬‬           ‫فروغي المثيرة للجدل‪ ،‬المتعددة‬
                                                                       ‫الأبعاد‪ ،‬قد يتطلب الأمر المزيد من‬
   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261