Page 261 - merit 54
P. 261

‫‪259‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

‫يوسف عزب في ديوانه‬

   ‫«المجد للسكير»‪..‬‬
                                                         ‫سمير الفيل‬

‫كتابة حرجة مراوغة‪،‬‬

     ‫تتلمس عذابات‬

                                   ‫المحبطين؟!‬

                                   ‫رؤية جمالية‬

  ‫الديوان تبدأ بشكل لطيف‪ ،‬حيث‬         ‫صريحة وأخرى مضمرة‪ ،‬كما‬               ‫قصائد العامية في‬          ‫اتجهت‬
   ‫تدول الأفكار حول الحياة التي‬          ‫تتولد الوظيفة الشعرية من‬         ‫العقود الأخيرة إلى‬
   ‫تعيش تفصيلاتها‪ ،‬هنا تتجاور‬                                             ‫التحدث عن قضايا‬
‫البراءة مع الخبرة لتعصف الكتلة‬     ‫منظور تحديد الدلالة‪ ،‬والإبانة عن‬
  ‫الشعرية بذاكرة ممتلئة بمفاهيم‬    ‫الاستعمالات المجازية في خطابات‬            ‫الذات أكثر منها‬
  ‫قديمة‪« :‬شياطين وطين‪ /‬حرب‬                                                  ‫معالجة القضايا‬
 ‫انتماء‪ /‬مجانين بتستخدم غباء‪/‬‬          ‫مثقلة بالرمز‪ ،‬بتعدد أبعادها‪،‬‬      ‫الكبرى‪ ،‬وهناك من‬
 ‫سرقة قلوب‪ /‬وعيون بتخطف م‬            ‫ينهض النص بفعل طاقات اللغة‬          ‫استطاع الجمع بين الطريقتين‬
  ‫الحياة ضحكة‪ /‬ويحكي أنا كنا‬                                             ‫بشكل فني بديع‪ .‬هذا ما نبحث‬
‫مذ أتانا أبونا ثم سابنا غيبنا تحت‬     ‫التعبيرية وإمكانياتها في إنتاج‬      ‫عنه في ديوان «المجد للسكير»‬
 ‫جيبنا‪ /‬لما القرش عرش بيضرب‬                              ‫المدلولات‪.‬‬   ‫للشاعر الشاب يوسف عزب الذي‬
                                                                      ‫عمل على إثراء النص الشعري عبر‬
     ‫بيه المثل‪ /‬مستنى حق بقالي‬      ‫عنوان الديوان «المجد للسكير» لا‬   ‫كتابة تتميز بالشطحات التخييلية‪،‬‬
   ‫ياما‪ /‬بقالي ياما بقول يا حق‪/‬‬     ‫يعبر عن التجربة كلها‪ ،‬بل يأخذ‬     ‫واللحظات الإشراقية‪ ،‬وهنا تصبح‬
‫يمكن وصل؟!‪ /‬الأرض نرد جهار‬          ‫طر ًفا من التوجه الجمالي للشاعر‬     ‫الوظيفة الشعرية مرتبطة بالأنا‬
                                   ‫الذي يعمل طول الوقت على صدم‬            ‫المتعبة فيما تبعثه من رسائل‬
               ‫وشيش» ص‪.87‬‬            ‫ذائقتنا بتشكيلات جمالية بعيدة‬

                                       ‫عن الشائع والمكرر والمألوف‪.‬‬
                                         ‫القصيدة التي تحمل عنوان‬
   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266