Page 263 - merit 54
P. 263

‫‪261‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

    ‫المحير‪ ،‬الذي لا يجد إجابة له‪:‬‬  ‫يعتقد يوسف عزب أن الخيال هو‬            ‫في عمار خضار في خضار‪ /‬فشد‬
   ‫«العمر طاقة ما بين وبين‪ /‬أنا‬    ‫وسيلته للقبض على أسرار الحياة‪،‬‬          ‫الهمة ع ِّل الصوت‪ :‬صباح الفل‪/‬‬
  ‫مين وفين‪ /‬وازاي أسا ًسا كنت‬
   ‫طين؟‪ /‬والناس بجد ولما تسأل‬         ‫وهو ما يضعنا أمام احتمالات‬             ‫أنا الوحش اللي بيخوف مجرد‬
    ‫تلقى رد‪ /‬طب ليه أنا مبقتش‬              ‫القراءة‪ ،‬وكثرة الدلالات‪،‬‬        ‫لما سمكه لما يطل‪ /‬محدش شاف‬
‫بحر‪ /‬أو حتى نجمة في السما؟!‪/‬‬                                              ‫فلان وفلان؟‪ /‬فجاله اتنين‪ /‬عيل‬
‫كل الحاجات‪ /‬ممكن تكون تزييف‬          ‫وتقاطعها‪ .‬إنه يتأكد من قدرتها‬
‫لشيء يمكن أسا ًسا هو زيف‪ /‬إلا‬      ‫على التعبير عن الجواني‪ ،‬الداخلي‪،‬‬           ‫وأمه‪ /‬عيل وامه قمر غلاب‪/‬‬
                                    ‫في ذات الوقت الذي يحرر الذات‬              ‫فشب الواد خده ف حضنه‪/‬‬
                ‫الخيال!» ص‪.12‬‬                                             ‫وحط صباعه جوه عينيه‪ /‬ومامته‬
    ‫إن تشكيل النص عند يوسف‬                         ‫من قيود الواقع‪.‬‬
     ‫عزب يخضع لأنساق ثقافية‬           ‫في قصيدته‪« :‬إلا الخيال» يحدد‬                  ‫شدت اللبقاب» ص‪.93‬‬
    ‫عديدة‪ ،‬غير أن الجذر الشعبي‬      ‫منهجه في الكتابة‪« :‬في الحتة دي‬            ‫تلك الخشونة التي نلمحها في‬
   ‫هو الأعمق‪ ،‬وهناك تحدد اللغة‬         ‫من كام سنة كان فيه شجر‪/‬‬
    ‫الشعرية سلطتها‪ ،‬وتنفتح على‬                                                  ‫السياق التعبيري تشير إلى‬
    ‫احتمالات مختلفة خاصة فيما‬           ‫كان الورق مليان وعود‪ /‬أو‬            ‫ذلك التوتر الذي يسم العلاقات‬
  ‫يخص الذات المتشظية‪ ،‬والنفس‬          ‫حلم متعلق بعود‪ /‬أو انطوائي‬             ‫بين البشر‪ ،‬وهو يقدم تشكي ًل‬
     ‫المنهزمة‪ ،‬في قصيدة «البياع»‬     ‫وحيد غريب‪ /‬قرر يعيش تحت‬                ‫فنيًّا جدي ًدا‪ ،‬حيث الجنون قرين‬
   ‫مساحة للشعور بالإثم‪« :‬لساه‬      ‫الورق‪ /‬ويخلي منه كتاب وروح‪/‬‬              ‫السكر‪ ،‬حيث تتوالى الشطحات‪،‬‬
‫مخلف طفل قاهر للطغاة‪ /‬مستنى‬            ‫لو يشكي ليها تحطه في عنيها‬
   ‫أبوه يرجع فيخرج يوم معاه‪/‬‬           ‫الجمال‪ /‬يتحقق الأمر المحال»‬               ‫ويتمكن الشاعر من رصد‬
 ‫كان عارف إن الصعب للأبطال‪/‬‬                                                     ‫العبيد وسلوكهم كما يدين‬
‫صدق وآمن بالمطر‪ /‬كان مستعد‪/‬‬                                 ‫ص‪.11‬‬            ‫الحارس‪ ،‬ويصبح الزاهد عنوان‬
    ‫الطفل كان وحش انما‪ ..‬الندل‬       ‫يعود الشاعر ليفتش عن أدواته‪،‬‬          ‫الحقيقة‪ ،‬هذا ما نجده في قصيدة‬
‫باع‪ /‬ولأن جيبه ما اشتراش حق‬                                                  ‫«بامبوزيا»‪« :‬العبد خد تعسيلة‬
   ‫البتاع‪ /‬سلم جوارحه للمزاد‪/‬‬          ‫وسيلته للاقتراب من الحقائق‬            ‫جمب الباب‪ /‬والزاهد المجنون‬
‫واتلمت الطايفة الجراد‪ /‬العرق لو‬    ‫الخالدة‪ ،‬غير إنه يشعر بالانهزام‪،‬‬          ‫بيحلب م النجوم نورها‪ /‬كان‬
 ‫ينبض يغور‪ /‬والحلم حلم وحتى‬                                                 ‫هو بس اللي اكتشف إن الطريق‬
     ‫لو ما فصلش سور» ص‪.72‬‬                 ‫فقد فتح عينيه ليجد نفسه‬            ‫ضلمة‪ /‬العبد كان سكران من‬
  ‫ثمة ضروب من الإشارات التي‬            ‫كائنًا بشر ًّيا‪ .‬لماذا إذن لم يكن‬     ‫شيلته للخمرة‪ /‬الموكب الأعظم‬
    ‫تعبر عن العلاقات النصية في‬        ‫بح ًرا أو نجمة‪ .‬هذا هو السؤال‬          ‫صرخ‪ /‬باقي العبيد عمدان في‬
  ‫القصيدة الواحدة‪ ،‬وبوجود هذه‬
     ‫الخصائص تتولد لغة تجمع‬                                                              ‫أماكنهم» ص‪.95‬‬
      ‫النقائض حتى في التوقيتات‬                                                ‫ينتقل الشاعر بعدسته انتقا ًل‬
  ‫التي تتعارض مع التوجه العام‪،‬‬                                              ‫خارج التوقع فيتجه نحو النبش‬
      ‫فكوكب الأرض الذي يعاني‬                                                 ‫في الذاكرة‪ ،‬والدمج بين المادي‬
    ‫سكانه من إحباطات متشابكة‬
 ‫يظل له المرجعية بالرغم من كافة‬                                                  ‫الحسي والمعنوي في نفس‬
    ‫النقائض‪ ،‬بعي ًدا عن السقطات‬                                              ‫القصيدة‪« :‬أنا خدي ع الرملة‪/‬‬
  ‫التراجيدية التي ندركها‪ ،‬ويمكن‬
                                                                              ‫دي الرملة بتبوسني‪ /‬مشهد‬
                                                                             ‫عبيط ج ًّدا إني أبقى بامبوزي‪/‬‬

                                                                                ‫خليني انا ف كوزي‪ /‬وقت‬
                                                                               ‫اما هتعوزي‪ /‬لحظة وصول‬
                                                                               ‫المسطرين بالطين‪ /‬لما السما‬
                                                                          ‫تمسك إيدين اللي اتعمى‪ /‬وتدوس‬

                                                                                 ‫في قلبه‪ /‬تهرسه» ص‪.96‬‬
   258   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268