Page 253 - merit 54
P. 253

‫‪251‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأي‬

      ‫طواحين الهواء حتى وفاتها‬            ‫شعراوي المؤسسة للاتحاد‬
   ‫‪ ،1975‬كما لم تذكر السعداوي‬            ‫النسائي العربي عام ‪1923‬‬
                                     ‫وقفة مناسبة‪ ،‬زاعمة أن مكاسب‬
      ‫نسويات غير مصريات مثل‬            ‫الحركة النسوية التي شاركت‬
     ‫العراقية صبيحة الشيخ داود‬           ‫في ثورة ‪ 1919‬ذهبت للطبقة‬
    ‫صاحبة كتاب (أول الطريق في‬        ‫العالية وصارت في خدمة القصر‬
      ‫النهضة النسوية) واللبنانية‬       ‫والأحزاب الرجعية‪ .‬وإذا كانت‬
 ‫نظيرة زين الدين وكتابيها (الفتاة‬    ‫السعداوي ترى الحركة النسوية‬
 ‫والشيوخ) و(السفور والحجاب)‪.‬‬           ‫آنذاك قد اتسمت بالابتعاد عن‬
    ‫وإذا كانت نوال السعداوي قد‬      ‫مجال العمل السياسي فلم يحقق‬
‫ق َّصرت في تصوير بواكير النهضة‬      ‫الاتحاد النسائي تغيي ًرا في قانون‬
 ‫النسوية العربية؛ فإنها أجادت في‬    ‫الأحوال الشخصية ولا منح المرأة‬
  ‫تصوير الواقع النسوي وما فيه‬      ‫حق الانتخاب؛ فلأن الاتحاد كان لا‬
  ‫من صور حسنة‪ ،‬كاستيزار أول‬         ‫يزال في طور التأسيس‪ ،‬ولم يثبت‬
 ‫مصرية عام ‪ ،1962‬وكان العراق‬           ‫دعائم فعله بعد‪ ،‬لكنه فيما بعد‬
‫أول بلد عربي استوزرت فيه امرأة‬     ‫سيتمكن من تحقيق بعض المطالب‬
  ‫هي الدكتورة نزيهة الدليمي عام‬       ‫لاسيما حين تكون له فروع في‬

                         ‫‪.1959‬‬              ‫كثير من البلدان العربية‪.‬‬
  ‫وما جعل نوال السعداوي تركز‬           ‫ولم تشر السعداوي إلى نبوية‬
                                         ‫موسى صاحبة كتاب (المرأة‬
      ‫على خيبات النهضة النسوية‬          ‫والعمل)‪ ،‬وفيه تناولت نبوية‬
 ‫وتنسى انجازاتها على الصعيدين‬      ‫الفرق بين الرجل والمرأة واستعداد‬
                                     ‫كل منهما للعمل‪ .‬ولم تذكر نوال‬
    ‫المصري والعربي هو طوباوية‬      ‫السعداوي أي ًضا اس ًما نسو ًّيا مه ًّما‬
‫الطموح الذي فيه شيء من الذاتية‬         ‫استبعد من الحياة المدنية وهو‬
                                       ‫اسم درية شفيق التي حاربت‬
      ‫والتفرد على حساب النماذج‬
‫النسوية السابقة التي قدمت الكثير‬
‫من التضحيات وهي تجابه المجتمع‬

   ‫الذكوري وتتصدى لمواضعاته‪.‬‬
   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258