Page 58 - merit 54
P. 58
تظهر الشخصية الرئيسية دون
بطولات ،في كل نص تسرد القصص
والمواقف وتبني الحدث ،تدفع
الديالوجات بالحدث ،عبر تقنيات
الاسترجاع والحذف والتلخيص حاضرة،
فعلى سبيل المثال في قصة "لون
المحيط الأزرق" تأمل الشخصية بالرحيل،
مما يعني الانتقال للغة وحياة أخرى،
متخذة من الهجرة غير الشرعية وسيلة،
ومركزة على مذكرتها الخضراء التي
تنتعش في حقولها "بذور قصة ما".
أريج جمال
الحوارات السلسة والمفهومة مع الركاب على التجرؤ على فعله ،فيسقطون في الغيرة
زبائنة ،ترى منجاتها من هذه والثبات والجهل .رغم هذا الوسط الظلامي وبسببه
ترفض تركه في قولها« :والناس الذين يعيشون
الأجواء ،للتواصل بالنظر مع «القطة» ،تستذكر هنا من يقرأ نيابة عنهم»! في جملة غنية الدلالات،
بها نص قصة «عالمي المجهول» سببًا لمنع نفسها شاسعة التأوبل .في هذه القصة وجدت من تفوقها
الركون للإحساس بالوحدة .قصة مليئة بالتناصات
الداخلية والإشارات ،لكننا -أي ًضا -أمام تعطل لغة قراء ًة وانحيا ًزا للفنون ،هي امرأة أجنبية تدعى
«سوزانا» ،تعشق الفنان «هنري روسو» المختلف
الكلام والحوار ،وتس ُّيد لغة الصمت والتأمل.
الذي قال عن أعماله أندريه بروتون بأنها «قبل
حوائط صلدة الزمان وسريالية بالكامل» ،فتتوسط لوحته منزلها
ربما أكثر حائط ظاهر فعليًّا هو ما ورد في نص ولها رائحة غاباته ،ينفك لسان الشخصية مع
«ذكرى التلميذ النجيب» ،التلميذ الذي ظل طوال لغة ومحيط آخر يشبهها وتحب تفاصيله ،وبذات
النص يعاني من تعارض قدراته الدراسية مع اسمه الوقت تصوم عن الكلام .أما في نص «أطول لحظة
«نجيب» ،وضعف قدرته على مجابهة سلطة معلمته، ممكنة» في مكان ترتاده لأول مرة من بعد خيبة
بينما شباك بيت أستاذته يطل على حائط يعجزه،
حب ،تستذكر جملة أنسي الحاج «وتستحقين
طفل الحواجز والحوائط في قسوتها أزاحت لغة أن يضرم حبيبك النار في جسدك» ،و تستعين
الأجوبة ،القليل التركيز والبسيط القدرات ،يواجه
حائط السخرية والخوف والعزلة .يزداد حصاره بـ»فرانز فاون» ونصه «المعذبون في الأرض»
وانقطاع إجاباته على أسئلة معلمته المحبطة ،بينما و»أروى صالح» ،و»أليفة رفعت» ،في مكان /بار
ابنة المعلمة تتعاطف معه وتحاول مساعدته دون ذكوري بامتياز يتناقض مع العوالم النسوية لقصة
تجاوب منه حتى يأتي قراره .بالانتقال إلى قصة
«الأخوية» نجد مفتتحها يصدح فيه نداء استغاثة «وسط البلد» ،نحن هنا أمام حالة استعصاء