Page 60 - merit 54
P. 60

‫العـدد ‪54‬‬                                  ‫‪58‬‬

                                                                                ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬

‫حسين القباحي‬

‫في اتجاه البحِر يرك ُض حافًيا‬

      ‫بالفوضى وبالفج ِر الغريب‬                             ‫ُقم ُت أرك ُض‬               ‫في البلا ِد التي أنجب ْتها الفصو ُل‬
 ‫لي َتها الأر ُض التي عرف ْت تعاوي َذ‬                       ‫أشتهي مد ًنا‬              ‫و َسال ْت عليها المواوي ُل والأغنيا ُت‬

                       ‫ال ُقدامى‬         ‫تحدثني عن الآتين من أ ُف ٍق جديد‬                   ‫اشتكى النائمون من القي ِظ‬
                                        ‫لو أ َّن شم ًسا إذ تجلَّت ساع ًة م َّد ْت‬
            ‫استغفر ْت من ذنبِها‬                                                          ‫وهذا السحا ِب الذي لا يخد ُش‬
   ‫لمَّا رأت أوقا َتها تنأى وبهج َتها‬                             ‫ذرا ًعا‬
                                        ‫أو باغت ْت جي ًشا يعرق ُل َخط َوه أه ُل‬                              ‫ال َص ْخ َر‬
                         ‫تغيب‬                                                                          ‫أو يثي ُر ال ُغبار‬
‫المتفائلون الآن منهمكون في رص ِد‬                                 ‫ال ُق َرى‬                  ‫يخا ُف من ال َح ِّر والأمنيا ِت‬
                                        ‫واستطا َب الصخ ُر ما ترك ْت يداي‬                            ‫الشحيح ِة وال َف ْقر‬
               ‫الظلال الضيِّقا ِت‬                                                           ‫ويجري بلا غاي ٍة أو هدف‬
  ‫وما تد َّل ذا َت ُي ْس ٍر من ضفائ َر‬                     ‫من الحرو ِف‬                 ‫وعلى ال َحصا والنا ِر الري ُح تتر ُك‬
                                          ‫أو تك َّسر صم ُته صو ًرا تد ُّل على‬
           ‫فو َق هاما ِت البيوت‪..‬‬                                                                            ‫خ ْط َوها‬
   ‫أُف ٌق من النايا ِت يستب ُق الليالي‬                          ‫المسير‪..‬‬               ‫وتف ِّس ُر الآيا ِت للموتى وللأحياء‬
                                              ‫‪-‬لن يسر َق ال ُن َّسا ُك عزل َتهم‬
                     ‫والحزا َنى‬         ‫إذا نسي ْت ُسلالا ٌت طع َم أخض ِرها‬                           ‫حين فا َض الما ُء‬
               ‫وي َد ِّث ُر الطرقات‪..‬‬   ‫أو غا َب عن ُش ُرفا ِتها لو ُن الغناء‪-‬‬        ‫أودامنشتْته اْلت احلقنو ُسلا ُء ُمصاران َخِسهَيا ْاتلص ْيف َّي‬
‫ع َّما قلي ٍل سو َف يصب ُح ك ُّل شي ٍء‬     ‫لي َته الما ُء الذي نأوي إلى َث ْورا ِته‬  ‫من الكلما ِت في لي ِل الغواي ِة وال َأرق‬
             ‫ُمن ِك ًرا شك َل الخيا ِم‬      ‫و َن َه ُّش للمو ِت الذي يأتي م َعه‬      ‫لي َس كأ ًسا من نبي ٍذ ما رأ ْت عينا َي‬
          ‫يرس ُم في فرا ِغ ال ُعر ِي‬          ‫أو سوف ي ْده ُش حين نعلو‬
    ‫بحبلِه ال ُس ِري قارع َة الطريق‬                                                        ‫أو ُح ْل ًما قدي ًما عاد يحم ُل ما‬
               ‫ويستح ُّث الخط َو‬                                ‫للصلاة‬                             ‫توا َرى من ضجيج‬
               ‫يتر ُك ظلَّه للري ِح‬                 ‫لا يح ُّط ِرحا َله و َج ًعا‬
               ‫لا يلوي على أح ٍد‬         ‫و ُيش ِف ُق بالذين تش َّققوا والأر َض‬       ‫هل ستنتظ ُر الحشائ ُش ثرثرا ٍت لا‬
                                         ‫وانشغلوا به عن الحرا ِس والقتلى‬                                      ‫تجيء‬
           ‫ولا يشاك ُس منشدي َن‬                 ‫ومن هبطوا على ال ُط ُرقا ِت‬
   ‫يو ِّزعون عرا َءهم بي َن القرى‪..‬‬                                                         ‫وكلما طال ْت مناز ُل ُغربتي‬
   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65